غُلامِيَ وَصَاحِبيَ ، وَأَ نَّسَهُ بِذَلِكَ أَنَّ لِلْمُتكَلِّم فِي (أَدْرِي) حُصَّةٌ ، وهي همزةُ المُضَارِعة ، كَمَا أَنَّ لَهُ حُصَّةً في اللَّفْظِ ، وَهي ياؤُهُ. وَعَلَى كُلِّ حَال فَهَذِهِ شُبْهَةُ السهو فيهِ ، لا علة الصحة له ، كما أَن ياءَ مصيبة أشبهتْ في اللفظ ياءَ صَحِيفَة حَتَّى قالوا : مصائِب سهواً كَما قَالوا صحائف (١).
وَقَرأَ طلحة بن سليمان : (أَنْ يُحْيِيْ المَوْتَى) (٢) ساكنة.
قال أبو الفتح : معنى قول ابن مجاهد : أَنَّهُ قَرَأَهُ عَلَى سكونِ الياءِ مِنْ (يُحْيِيْ) عَلَى لغةِ مَنْ قَالَ :
يا دارَ هند عفتْ إِلاَّ أثافيها |
|
...... (٣) |
فَأَسْكَنَ الياءَ من موضعِ النَّصب لاَ أَنَّ الياءَ فِي قولِهِ : (يُحيي المَوْتَى) ساكنة ، وَذلِكَ أَنَّه لا ياءَ هناكَ في اللَّفْظِ أَصلاً لا ساكنة ولا متحركة ، لاَِ نَّهَا قَدْ حُذِفَتْ لِسْكُونِها وسكونِ اللاّم في الموتى.
قَالَ أَبو العبَّاس : إِسكانْ هذهِ الياء في موضعِ النَّصْب مِنْ أَحْسَنِ الضَّرورَاتِ حتى أَنَّهُ لو جاءَ بِهِ جاء فِي النثرِ لَكَانَ جائزاً (٤). وشواهدُ ذَلِكَ في الشعر أَكَثر مِنْ أَنْ يؤتَى بِهَا.
وَمِمَّا جَاءَ في النثر قَوْلُهُم : لاَ أُكَلِّمُكَ حِيْرِي دَهر (٥) فَأَسْكَنَ الياء مِنْ
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ٣٣٤.
(٢) من قوله تعالى من سورة القيامة : ٧٥ / ٤٠ : (أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِر عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى).
(٣) تقدَّمَ الشاهد في : ص : ٥٥١.
(٤) ينظر في : ص : ٥٥١.
(٥) تُنظر : ص : ٤٧٣.