...
__________________
٢٣٩ / ١٧ عن : دعائم الإسلام للقاضي النعمان بن محمد (ت / ٣٦٣ هـ) : ١ / ٣١٥ ـ ٣١٦. وفي الجامع لأحكام القرآن تحقيق الدكتور التركي : قال أنس بن مالك كنَّا نرى أنَّها من أمر الجاهلية فلما كان الإسلام أمسكنا عنها ، فأنزلَ الله عزَّوجلَّ : (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآ ئِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا) ، ويُفهم من لسان حديث الإمام الباقر عليه السلام وجود من لم يرَ وجوب الطواف بسببِ الفَهْمِ الخَاطِئ لتلكَ الآية ، وهو كذلك ، فهذا عروة بن الزبير (ت / ٩٣ هـ) كان لا يرى على أَحد جُناحاً في ترك الطواف ، حتّى قال لعائشة : ما أُبالي أنْ لا أطوَّفَ بينهما. فقالت له : بئس ما قلتَ يا ابنَ أختي ، طافَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وطافَ المسلمون ، فلو كانتْ كما تقولُ ، لكانت فلا جناح عليه ألا يطَّوَفَ بهما ، فقد سنَّ النبيُّ صلّى الله عليه وآله الطواف بينهما فليس لأحد أَنْ يَترُكَ الطوافَ بينهما فتبيّنَ له الخطأ. ينظر : السنن الكبرى : ٦ / ٢٩٣ / ١١٠٠٩ ، و ٦ / ٤٧٥ / ١١٥٤٨ ، والجامع لأحكام القرآن : ٢ / ٤٧٠ والبحر المحيط تحقيق الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض : ١ / ٦٢٧ ، والدرّ المنثور تحقيق الدكتور التركي : ٢ / ٨٧ ، و ٩١ ، وقال القرطبي : روى عطاء عن ابن عباس انه قرأ : (ألا يَطَّوفَ بهما) ثمّ قال : وهي قراءة ابن مسعود ، ويروى أنَّها في مُصحَفِ أُبَي ، ويُروى عن أنس مثل هذا ، وهذا خلاف المصحف فلا يترك ما قد ثبتَ في المُصحَف إلى ما لا يُدرَى أصحتْ أم لا؟ ثم قال القرطبي : وكان عطاء يكثر الإرسال عن ابن عباس من غير سماع ، والرواية عن أنس قد قيل : إنّها ليستْ بالمضبوطةِ أو تكون (لا) زائدة للتوكيد ، ولم ينسبْها القرطبي ولا أبو حيَّان ولا ابن الجوزي ولا السيوطي إلى الإمام علي عليه السلام ، وقد اعتاد هؤلاء أن يذكروا أَسماءَ القُرَّاءِ ولا سيما أَبي حيانَ ولكنَّهم كلّهم لم يذكروا أَنَّ الإمام علي عليه السلام قرأ بها مع من قرأ هذه القراءة ممّا يُثيرُ الشكَّ في كون إقحام اسمه عليه السلام من عملِ النُّسَّاخ ، ويُعزِّزُ هذا الشكَّ قول النّاسِخ قرأ علي وابن عباس (كرّم الله وجوههما) المحتسب : ١ / ١١٩ وهذه ليست لغة أبي الفتح الرصينة ، فلو كانت منه لقال (كرّم الله وجهيهما) ، ثمّ إذا كان بعضُهم يقول عن أمير المؤمنين علي عليه السلام : كرّم الله وجهه لأ نَّه امتازَ عن غيره بأ نَّه ما سجد لصنم