وَقَدْ وَجَدْنَا فريقاً مِنَ النحاةِ وهم غالبية الكوفيين وَمَنْ تَبِعَهُم يأخذُ بِكُلّ قراءة بشرطِ صحَّةِ سندِها ، وَرُبما فَضَّلوا قراءةً على أخرى (١).
على أنَّ علماءَ القراءاتِ لم يدَّعُوا أَنَّ كُلَّ ما في القراءاتِ على أرفعِ الدرجاتِ في الفصاحةِ (٢) ، لَكِنْ إذَا ثَبَتَ عن الرسولِ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يلزمنا الأخذُ بها جميعاً.
يقول أبو عمرو الدَّاني (ت / ٤٤٤ هـ) : إنَّ أئمّة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة والأقيس في العربية بل على الأَثبت في الأثر والأصحِّ في النقل والرواية (٣).
إنَّ أكبرَ عيب يوجَّهُ إلى النحاةِ عدمُ استيعابهم القراءاتِ وإضاعتهم على أنفسِهم ونحوهِم مئات من الشواهد المُحْتَجِّ بها ، ولو فعلوا لكانت قواعدُهم أكثرَ إحكاماً (٤).
لكنَّ أصحابَ القياس من النحاة كانَ همُّهم البرهنة على صِحَّةِ القياسِ واطِّرادِهِ (٥) لكنَّ القياسَ لا يقف في وجه السَّـمَـاع (٦).
والذي أرجِّحُهُ أنَّ ما يسمّيه العلماءُ بالقراءاتِ الشاذّة يصحُّ الاحتجاجُ به في النحو بشرط صحّة السند (٧).
__________________
(١) معاني القرآن للفرّاء : ٣ / ١٤٣.
(٢) منجد المقرئين : ٦٥ والإتقان : ١ / ٢٥٩.
(٣) منجد المقرئين : ٦٥ والإتقان : ١ / ٢٥٩.
(٤) في أصول النحو : ٤٠ والدفاع عن القرآن : (المقدمة) : هـ.
(٥) أُصول التفكير النحوي : ١٣٥.
(٦) في أصول النحو : ٣٦.
(٧) الاقتراح : ١٤ ـ ١٥ والقرآن والنحو : ٣٧.