جاؤوكم قد حصرت صُدُورُهم ، لأنَّ (حَصِرَتْ) لا يكون حالاً إلاَّ بـ (قد) (١).
ولكنَّ البصريينَ أَوّلَوا هذهِ القراءةَ لأِ نَّهم يمنعون مجيءَ الفعلِ الماضي حالاً وهو مجرّدٌ مِنْ (قَدْ) (٢).
٧ ـ جَوَّز ابن مالك (٣) (٦٠١ ـ ٦٧٢ هـ) مجيءَ اسم التفضيل من الخيرِ والشَّرَّ على أصله بصيغة أفْعَل (٤) استدلالاً بقراءةِ (٥) أبي قِلابة (٦) : (سَيَعْلَمُون غَداً مَنِ الكَذَّابُ الأشَرُّ) (٧).
ويُعَدُّ ابن مالك من أكثر النحاة استشهاداً بالشاذّ مِنَ القراءات (٨).
هذا هو موقفُ النحاةِ من القراءاتِ سواء أكانت شاذّةً أَم غيرَ شاذّة ، فأصحابُ القياسِ والتّقْعيد منهم يَقبلونَ القِراءاتِ التي تتّفق معَ قياسِهم وقواعدهم وَكُلُّ قِراءة لا تتّفقُ مع ما أصَّلُوا من أُصول وَقَعّدُوا مِنْ قواعد وَوَضَعُوا مِنْ قِياس فهي عِنْدَهُم شاذّةٌ سواء أكانت للقراء السبعةِ أم لِغَيرِهم.
__________________
(١) معاني القرآن وإعرابه للزجّاج : ٢ / ٩٥.
(٢) الإنصاف : ١٤٦ مسألة ٣٢ والبيان : ١ / ٢٦٣.
(٣) هو محمّد بن عبد الله بن مالك الطائي الجيَّاني الأندلسي أَشهر نحاة القرن السابع صاحب الألفية في النحو والمؤلّفات الكثيرة. طبقات النحاة : ١ / ١٣٣ وبغية الوعاة : ٢ / ٥٣ وشذرات الذهب : ٥ / ٣٣٩.
(٤) شرح التسهيل : ١٣٤.
(٥) مختصر في شواذ القرآن : ١٤٧ والمحتسب : ٢ / ٢٩٩ وشواذ القراءات واختلاف المصاحف : ٣١٨.
(٦) هو محمّد بن أحمد بن أبي دارة أبو قِلابة مقرئ معروف روى القراءة عن الحسن بن داود النقار وغيره. غاية النهاية : ٢ / ٦٢.
(٧) من قوله تعالى من سورة القمر : ٥٤ / ٢٦ : (سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ الْكَذَّابُ الاْشِرُ).
(٨) انظر : كتاب شرح التسهيل ، وخذ على سبيل المثال الصفحات : ٦ ، ١٠ ، ١٣ ، ٤٠ ، ٦٣ ، ١٢٨ ، ١٢٩ ، ١٣٤ ، ١٣٥ ، ١٥٢. وانظر : أصول التفكير النحوي : ١٣٢.