« واجهر بها كلّما ركبت ، وكلّما نزلت ، وكلّما هبطت وادياً ، أو علوت أَكَمَة ، أو لقيت راكباً وبالأسحار » (١).
وهو نادر ، مع أنه رجع عنه في الخلاف ، قائلاً : لم أجد من ذكر كونه فرضاً (٢) ، ومع ذلك ففتواه بالوجوب بالمعنى المصطلح غير معلوم ، وفي المدارك : ولعلّ مراده تأكد الاستحباب (٣). ولذا ادّعى بعض الإجماع على خلافه ، قال : كما هو الظاهر (٤).
والأمر في الصحيح للاستحباب بلا خلاف ، ولذا قال في المنتهى في الجواب عنه : انه قد يكون للندب ، خصوصاً مع القرينة ، وهي حاصلة هنا في قوله : « كلّما ركبت » الحديث ؛ إذ ذلك ليس بواجب (٥).
أقول : وقريب منه باقي الأخبار المتضمنة للأمر به ، حتى المرسل القريب من الصحيح : « لمّا أحرم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أتاه جبرئيل عليهالسلام فأمره بالعَجّ والثجّ ، والعَجّ : رفع الصوت بالتلبية ، والثجّ : نحر البدن » فإن في آخره : قال جابر بن عبد الله : فما مشى الرَّوحاء حتى بَحَّتْ أصواتنا (٦).
فإن ظاهره الإجهار بالتلبية المكررة ، فحالها حال الصحيحة السابقة.
__________________
(١) التهذيب ٥ : ٩٢ / ٣٠١ ، الوسائل ١٢ : ٣٨٣ أبواب الإحرام ب ٤٠ ح ٣.
(٢) الخلاف ٢ : ٢٩١.
(٣) المدارك ٧ : ٢٩٤.
(٤) كشف اللثام ١ : ٣١٦.
(٥) المنتهى ٢ : ٦٧٧.
(٦) الكافي ٤ : ٣٣٦ / ٥ ، الفقيه ٢ : ٢١٠ / ٩٦٠ ، التهذيب ٥ : ٩٢ / ٣٠٢ ، الوسائل ١٢ : ٣٧٨ أبواب الإحرام ب ٣٧ ح ١. الرَّوْحاء كحمراء : بلد من عمل الفُرع على نحو أربعين يوماً والفُرع : قرية من نواحي المدينة بينها وبين المدينة ثمانية بُرُد على طريق مكّة. معجم البلدان ٣ : ٧٦ و٤ : ٢٥٢. بَحَّتْ أصواتنا أي : خشنت. انظر القاموس ١ : ٢٢٢.