من المشعر ، ويستحب للصرورة أن يقف على المشعر أو يطأه برجله » (١) كما عن التهذيب والمصباح ومختصره (٢).
وظاهر أن المراد بالمشعر هنا ما هو أخص من المزدلفة ، وفسّر بجبل قُزَح في المبسوط والوسيلة والكشّاف والمغرب وغيرها على ما حكاه عنهم بعض الأجلّة (٣) ، قال : وهو ظاهر الآية والأخبار والأصحاب ، فإن وطء المزدلفة واجب ، وظاهر الوقوف عليه غير الوقوف به ، ولا اختصاص للوقوف بالمزدلفة بالصرورة ، وبطن الوادي من المزدلفة ، فلو كانت هي المشعر الحرام لم يكن للقرب منه معنى ، وكان الذكر فيه لا عنده.
وفي الدروس عن الإسكافي أنه يطأ برجله أو بعيره المشعر الحرام قرب المنارة ، قال : والظاهر أنه المسجد الموجود الآن (٤).
وضعّف بأنه لو أُريد المسجد كان الأظهر الوقوف به أو دخوله ، لا وطأه والوقوف عليه.
قيل : ويمكن حمل كلام الإسكافي عليه أي على جبل قُزَح كما يحتمل كلام من قيّد برجله استحباب الوقوف بالمزدلفة راجلاً ، بل حافياً ، لكن ظاهرهم متابعة الصحيح ، وهو كما عرفت ظاهر في الجبل (٥). انتهى.
__________________
(١) الكافي ٤ : ٤٦٨ / ١ ، التهذيب ٥ : ١٨٨ / ٦٢٦ ، الوسائل ١٤ : ١٦ أبواب الوقوف بالمشعر ب ٧ ح ١ ، وفي الجميع : ويطأه ..
(٢) التهذيب ٥ : ١٩١ ، مصباح المتهجد : ٦٤١ ، وحكاه عن مختصر المصباح في كشف اللثام ١ : ٣٥٦.
(٣) المبسوط ١ : ٣٦٨ ، الوسيلة : ١٧٩ ، الكشاف ١ : ٢٤٦ ، المغرب ١ : ٢٨٣ ؛ وانظر القاموس المحيط ١ : ٢٥٢ ، ومجمع البحرين ٢ : ٤٠٤ ، والصحاح ١ : ٣٩٦ ، حكاه عنهم الفاضل الهندي في كشف اللثام ١ : ٣٥٦.
(٤) الدروس ١ : ٤٢٢.
(٥) كشف اللثام ١ : ٣٥٦.