واضطرّ فارتحل في اخرياتهم! فارتحل معاوية حتّى نزل على معسكر علي عليهالسلام!
وكان رأي الأشعث ـ والأشتر ـ مع الناس! فدعاهما الإمام وقال للأشتر :
ألم تغلبني على رأيي أنت والأشعث؟! فدونكما!
فقال الأشعث : يا أمير المؤمنين : ساداوي ما أفسدت اليوم من ذلك! ثمّ جمع كندة وقال لهم : يا معشر كندة ، إنما اقارع بكم اليوم أهل الشام فلا تفضحوني ولا تخزوني! فخرجوا يمشون معه رجّالة قد كسروا جفون سيوفهم! وبيد الأشعث رمح يلقيه على الأرض ويقول : امشوا قيد رمحي هذا! فلم يزل يقيس لهم الأرض برمحه ذلك وهم يمشون معه رجّالة حتّى لقوا معاوية واقفا على الماء وسط بني سليم! فاقتتلوا على الماء ساعة قتالا شديدا. وأقبل الأشتر في خيل من أهل العراق وحمل على معاوية ، فردّوا وجوههم قدر ثلاثة فراسخ! (١٦ كم!) ثمّ نزل ووضع أهل الشام أثقالهم.
ورجع الأشعث إلى الإمام عليهالسلام وقال له : يا أمير المؤمنين ، قد غلب الله لك على الماء وأرضيتك يا أمير المؤمنين!
وقال علي عليهالسلام لأصحابه : أيها الناس ، إن الخطب أعظم من منع الماء! ثمّ بعث إلى معاوية : إنا لا نكافيك بصنعك! هلمّ إلى الماء فنحن وأنتم فيه سواء! فأخذ كل منهما بما يليه (١).
__________________
(١) ثمّ الخير غير مسند لم يذكر له طريق ، ثمّ فيه أن ذلك كان في شهر رجب دون تعيين السنة ، ولا يستقيم ذلك لا من سنة (٣٦ ه) ولا (٣٧ ه) فإن الإمام عليهالسلام لتوّه كان قد خرج من البصرة إلى الكوفة ، وفي (٣٧ ه) كان بعد انقضاء حرب صفين وعود الإمام عليهالسلام إلى الكوفة كذلك.