جانب فسطاطه في الميسرة فربط رجله بطنب خبائه! حتّى جاء ابنه فاستوهبه منه فوهبه له (١) وتضعضعت لقتله أركان حمير ولكنها ثبتت بعده مع ابن عمر.
وبعث ابن عمر إلى الحسن بن علي عليهالسلام : أن القني فلي إليك حاجة! فلقيه فقال له :
يا أبا محمد إن أباك (عليا) قد وتر قريشا أوّلا وآخرا فشنئوه! فهل لك أن تخلعه ونولّيك هذا الأمر!
فقال له الحسن عليهالسلام : كلّا والله لا يكون ذلك ، وكأنّي أنظر إليك مقتولا في يومك أو غدك (٢)!
ثمّ نادى عمار بن ياسر : يا ابن عمر ، صرعك الله ، بعت دينك بالدنيا من عدوّ الله وعدوّ الإسلام!
قال : كلّا ولكن أطلب بدم عثمان الشهيد المظلوم! قال عمّار : كلّا ، أشهد على علمي فيك أنّك أصبحت لا تطلب بشيء من فعلك وجه الله! وإنك إن لم تقتل اليوم فستموت غدا ، فانظر إذا أعطى الله العباد على نيّاتهم ما نيّتك (٣)!
وشدّ عليه رجل من بكر البصرة يقال له : محرز بن الصّحصح ، فركز رمحه في عينه آخر القتال ، وتحاجزوا ، فربطه برجل فرسه وبات عليه حتّى أصبح ثمّ سلبه وأخذ سيفه المعروف ذا الوشاح (٤).
__________________
(١) وقعة صفين : ٣٠٢ ـ ٣٠٣.
(٢) وقعة صفين : ٢٩٧.
(٣) وقعة صفين : ٣٢٠.
(٤) وقعة صفين : ٢٩٨ ، وتمام الخبر : أن معاوية حين بويع عام الجماعة طالب بسيفه من بكر الكوفة! فقالوا له : إنما قتله رجل من بكر البصرة ، فبعث إليه إلى البصرة فأخذ السيف منه! وفي أنساب الأشراف ٢ : ٣٢٤ عن أبي مخنف : أن السيف كان لعمر بن الخطاب فردّه على آله.