فضرب هو ومن معه أهل الشام حتّى اضطرّوهم إلى الفرار (١) ثمّ ارتجز فقال :
نحن ضربناكم على تنزيله |
|
فاليوم نضربكم على تأويله |
ضربا يزيل إلهام عن مقيله |
|
ويذهل الخليل عن خليله |
أو يرجع الحقّ إلى سبيله (٢) |
وكان في مقدّمة كتيبته ، فطعنه رجل (من السّكون أو السكاسك) على ركبته برمحه ، فانكشف مغفره عن رأسه. فروى ابن قتيبة بسنده عن أبي الغادية يسار بن سبع الجهني العاملي (٣) قال : لما انكشف رأسه ضربت عنقه فندر رأسه (٤).
فروى ابن سعد بسنده قال : لما بلغ عليا عليهالسلام قتل عمّار قال : إنّ امرأ من المسلمين لم يعظم عليه قتل عمّار ، ولم يدخل عليه بقتله مصيبة موجعة لغير رشيد! قال : رحم الله عمّارا يوم أسلم ، ورحم الله عمّارا يوم قتل ، ورحم الله عمارا يوم يبعث حيا (٥) فو الله لقد رأيت عمارا وما يذكر من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله ثلاثة إلّا كان رابعا ، ولا أربعة إلّا كان خامسا! إنّ عمارا قد وجبت له الجنة
__________________
(١) وقعة صفين : ٣٤٣.
(٢) وقعة صفين : ٣٤١.
(٣) كما عن الإصابة والاستيعاب ، أو المرّي كما في أنساب الأشراف ٢ : ٣١١ ، وانظر تحقيق المحقق في الحاشية.
(٤) المعارف لابن قتيبة : ٢٥٧ بتحقيق ثروة عكاشة ، وفي الخبر : أن قاتل عمّار هذا كان يقول : سمعت رسول الله يقول : ألا لا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، فإنّ الحقّ يومئذ مع عمار! ثمّ هو يحكي للناس كيف ارتكب جريمة قتل عمار! فكان الراوي عنه : كلثوم بن جبر يروي عنه هذا ثمّ يقول : والله ما رأيت شيخا أضلّ منه! يروي أنه سمع النبيّ يقول ما قال ثمّ يروي كيف قتل هو عمّارا! وانظر أنساب الأشراف ٢ : ٣١٤ ـ ٣١٥.
(٥) الطبقات الكبرى ٣ : ٢٦٢.