فكانوا يخلطون في الجواب ، حتّى أقبل ابن حويّ (السكوني أو السكسكي) فقال : أنا قتلت عمّارا! فسأله عمرو : فما كان آخر ما نطق به؟ قال : قال :
اليوم ألقى الأحبّه |
|
محمّدا وحزبه! |
فقال له عمرو : أنت صاحبه! أما والله ما ظفرت يداك ولكن أسخطت ربّك!
فصدّقه ابن العاص وإنما كان قد ضرب عمّارا على ركبته فسقط المغفر عن رأسه فقتله أبو الغادية ، فكأنه لذلك تخاصما إلى ابنه عبد الله بن عمرو ، فقال لهما : اخرجا عني ، فإن قريشا لما ولعت بعمّار تعذّبه قال رسول الله : «ما لهم ولعمّار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ، وقاتله وسالبه في النار» (١).
وقال ابن قتيبة : قتله رجلان ترافعا إلى معاوية ورأسه معهما (كذا!) كلّ يقول : أنا قتلته! وكان عمرو حاضرا فقال : سمعت رسول الله يقول : «عمّار تقتله الفئة الباغية» فسمعه معاوية فقال له : قبّحك الله من شيخ! ما تزال تزلق في قولك! أنحن قتلناه! إنّما قتله الذين جاءوا به! ثمّ التفت إلى الحاضرين وقال لهم : إنما نحن الفئة الباغية يعني نبغي دم عثمان (٢).
__________________
(١) وقعة صفين : ٣٤١ ـ ٣٤٣ وفي خبر آخر : أن اختصامهما كان عند معاوية وابن العاص ، فقال ابن العاص لهما : إن تختصمان إلّا في النار! فلما عاتبه معاوية قال له : هو والله ذلك! وإنك لتعلمه! ولوددت أني كنت متّ قبل ذا بعشرين سنة! كما في الطبقات الكبرى ٣ : ٢٥٩ ، وأنساب الأشراف ٢ : ٣١٤ ، ومستدرك الحاكم ٣ : ٣٨٦ ، والإمامة والسياسة لابن قتيبة ١ : ١٢٦.
(٢) الإمامة والسياسة ١ : ١٣٦ ، ونحوه في أنساب الأشراف ٢ : ٣١٧ ، الحديث ٣٨٥. ومع رفع رأس عمار الشهيد إلى أبي يزيد فلا أساس من الصحّة لما روى : أن الإمام عليهالسلام وقف على عمّار ثمّ جلس إليه ووضع رأسه في حجره وأنشد يقول :