فذهبوا ليقتحموا فحمل عليهم الأسود بن قيس المرادي في خيل علي عليهالسلام ونهض إليهم الإمام من القلب (١) وحمل بذي الفقار حملة منكرة ثلاث مرات ، يضرب به حتّى يعوجّ متنه فيخرج ويسوّيه بركبتيه ثمّ يحمل (٢).
وبرز إليه قائد رجّالتهم حرقوص السعدي ذو الثدية ومعه ابن عمّه الوضّاح بن الوضّاح كلّ من جانب ، فقتل الإمام الوضّاح والتفت إلى حرقوص فضربه ضربة على رأسه فقطع مغفره ورأسه وأصاب سيفه ظهر الفرس فشرد ورجلا حرقوص في الركاب فذهب به حتّى أوقعه في دولاب خراب على النهر ، فصار الخوارج كرماد اشتدّت به الريح في يوم عاصف.
وقتل من أصحاب الإمام تسعة : حبيب بن عاصم والفيّاض بن خليل الأزديان ، ورؤبة بن وبر البجلي ، ورفاعة بن وائل الأرحبي الهمداني ، وكيسوم بن سلمة الجهني (٣) وعبيد بن عبيد الخولاني ، وجميع بن جشم الكندي ، وسعد بن خالد السبيعي الهمداني ، وعبد الله بن حماد الحميري (٤).
وكان قائد خيل الخوارج زيد بن حصين الطائي ، وقائد خيل الإمام أبو أيوب الأنصاري فتبارزا فقتل أبو أيوب زيدا وأتى عليا عليهالسلام فقال له : يا أمير المؤمنين قتلت زيد بن حصين. قال : فما قلت له وما قال لك؟ قال : طعنته بالرمح في صدره وقلت له : أبشر يا عدوّ الله بالنار! فقال : ستعلم أيّنا أولى بها صليّا ، ونجم الرمح من ظهره! فقال علي عليهالسلام : هو أولى بها صليّا.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٨٦ عن أبي مخنف ، وفي أنساب الأشراف ٢ : ٢٧٩ ط ٢.
(٢) شرح النهج للمعتزلي الشافعي ٢ : ٢٨٢ عن أبي عبيدة معمر بن المثنى.
(٣) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٢٢٠.
(٤) الفتوح لابن الأعثم ٤ : ١٢٧ ، وانظر حاشية أنساب الأشراف ٢ : ٢٨٢ ط ٢.