الشمس والقمر وغير ذلك ، وسئل عن حكم تركة العبد المكاتب وله ولد. فكتب بها إلى الإمام عليهالسلام يسأله عنها (١) ويسأله عن جوامع من الحلال والحرام ، والسنن والأحكام قائلا : إن رأى أمير المؤمنين أن يكتب لنا كتابا فيه الفرائض وأشياء مما يبتلى به مثلي من القضاء بين الناس ، فالله يعظم لأمير المؤمنين الأجر ويحسن له الذخر. فكتب إليه الإمام عليهالسلام بعد البسملة :
من عبد الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلى محمد بن أبي بكر وأهل مصر. سلام عليكم ، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلّا هو ، أما بعد ، فقد وصل إليّ كتابك فقرأته وفهمت ما سألتني عنه ، فأعجبني اهتمامك بما لا بدّ لك منه وما لا يصلح للمسلمين غيره ، وظننت أن الذي دعاك إليه نية صالحة ورأي غير مدخول ولا خسيس ، وقد بعثت إليك أبواب الأقضية جامعا لك فيها ، ولا قوة إلّا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وكتب إليه عمّا سأله من أحكام القضاء ، ثمّ في الأدب ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والإمامة ، والوضوء ، ومواقيت الصلاة ، والركوع والسجود ، والصوم والاعتكاف ، ثمّ الموت والحساب ثمّ صفة الجنة والنار (٢).
__________________
(١) الغارات ١ : ٢٣٠.
(٢) الغارات ١ : ٢٢٧ ، ٢٢٨ فنقل الثقفي الكوفي عن المدائني : أن محمدا كان ينظر فيه ويتعلمه ويقضي به ، فلما قتله ابن العاص جمع ما وجد عنده من الكتب وبعث بها إلى معاوية وفيها هذا الكتاب ، وقرأه معاوية فاعجب به وأخذ ينظر فيه ويقول : إنا لا نقول : إن هذه من كتب علي بن أبي طالب بل نقول : إن هذه من كتب أبي بكر كانت عند ابنه محمد فنحن نفتي ونقضي بها! ثمّ بقيت في مخزون بني أميّة حتّى ولي ابن عبد العزيز فهو أظهرها للناس وأخبرهم خبرها ، الغارات ١ : ٢٥١ ، ٢٥٢ وفيها تحريف في الوضوء سنذكره في موضعه بعد مقتله.