والبعيد عنده في الحقّ سواء ، وأمره أن يحكم بين الناس بالحق ، وأن يقوم بالقسط ولا يتّبع الهوى ، ولا يخاف في الله لومة لائم ، فإن الله مع من اتّقاه وآثر طاعته على ما سواه ، والسلام. وكتب عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله ، لغرة شهر رمضان (سنة ٣٦ ه» (١).
وقبل خروج الإمام عليهالسلام إلى الشام ، خرج ابن أبي بكر إلى مصر ، فلما دخل على قيس بن سعد وهو زوج عمته أخت أبي بكر ، قال له : ما غيّر أمير المؤمنين عليّ أدخل أحد بيني وبينه؟! فلم يذكر له رأي أخيه عبد الله بن جعفر ، فخرج قيس إلى المدينة (٢).
وخرج ابن أبي بكر إلى الناس فقرئ عليهم عهده (٣) ثمّ قام خطيبا فقال بعد الحمد والثناء :
أما بعد ، فالحمد لله الذي هدانا وإياكم لما اختلف فيه من الحقّ ، وبصّرنا وإياكم كثيرا مما عمى عنه الجاهلون. ألا وإن أمير المؤمنين ولّاني اموركم ، وعهد إليّ بما سمعتم ولن آلوكم خيرا ما استطعت ، وما توفيقي إلّا بالله ، عليه توكّلت وإليه أنيب. فإن يكن ما ترون من آثاري وأعمالي طاعة لله وتقوى فاحمدوا الله على ما كان من ذلك ، فإنّه الهادي له ، وإن رأيتم من ذلك عملا بغير حقّ فادفعوه إليّ وعاتبوني عليه فإني بذلك أسعد ، وأنتم بذلك جديرون ، وفّقنا الله وإياكم لصالح العمل برحمته ، ثمّ نزل (٤).
ورفع إليه مسلم قد ارتد ومسلم قد فجر بنصرانية ، ومن أهل مصر من يعبد
__________________
(١) الغارات ١ : ٢٢٤ ـ ٢٢٥.
(٢) الغارات ١ : ٢١٩.
(٣) الغارات ١ : ٢٢٤.
(٤) الغارات ١ : ٢٢٦.