فقال لها : هو مهر لك ، ولكن لا أراك ذكرت لي قتل عليّ وأنت تريدينني! قالت : بلى ، التمس غرّته ، فإن أصبت شفيت نفسك ونفسي ويهنئك العيش معي! وإن قتلت فما عند الله خير لك من الدنيا وزينتها وزينة أهلها (١).
فحينئذ قال لها : أما والله لقد كنت هاربا من هذا المصر لا آمن مع أهله ، وما أقدمني إليه إلّا ما سألتيني من قتل علي بن أبي طالب! فلك ما سألت! قالت : فأنا طالبة لك بعض من يساعدك على ذلك ويقوّيك. ثمّ فاتحت في ذلك وردان بن مجالد أو مجاشع بن وردان بن علقمة من قومها فأجابها إلى ذلك (٢).
وحيث كان صاحباه المتواعدان معه لقتل معاوية وابن العاص من تميم الكوفة ، وحيث وفّرت له قطام مساعدا له من قومها وردان ، ذهب المرادي إلى رجل من بني الأشجع من تميم كان على رأي الخوارج يدعى شبيب بن بجرة ، فقال له : يا شبيب ، هل لك في شرف الدنيا والآخرة؟! قال : وما ذاك؟ قال : تساعدني على قتل عليّ بن أبي طالب! فقال له : يا ابن ملجم ، هبلتك الهبول! لقد جئت شيئا إدّا! وكيف نقدر على ذلك؟! قال : نكمن له في المسجد الأعظم عند صلاة الفجر ، فإذا خرج للصلاة فتكنا به! فإن نحن قتلناه أدركنا ثأرنا وشفينا أنفسنا ، وإن قتلنا فما عند الله خير من الدنيا وما فيها! قال : ويحك! لو كان غير عليّ كان أهون عليّ ، قد عرفت بلاءه في الإسلام وسابقته مع النبيّ صلىاللهعليهوآله فما أجدني أنشرح لقتله!
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ١٤٤.
(٢) الإرشاد ١ : ١٨ ، ومقاتل الطالبيين : ١٩ ، وفي الإمامة والسياسة ١ : ١٥٩ : أنّها قطام بنت علقمة! وأنّه تزوّجها على أن يقتل الإمام عليهالسلام ، فأخبرها بموعوده ، وكذا في أنساب الأشراف ٢ : ٣٨٩ خ ٥٤٨ عن الشعبي ، وفي مروج الذهب ٢ : ٤١١ : أنّها كانت ابنة عمّه من مراد! وسمّي وردان : مجاشع بن وردان بن علقمة.