فليصلّ بالناس فقال عليهالسلام : نعم ، مروا جعدة فليصلّ. ثمّ قال : لا مفرّ من الأجل (١) فشدّ إزاره وهو يقول :
حيازيمك للموت فإنّ الموت لاقيك |
|
ولا تجزع من الموت إذا حلّ بواديك (٢) |
وكان في صحن الدار إوزّ فلمّا رأينه ارتفع أصواتهنّ ، وكان معه من حاول إسكاتهنّ فقال لهم : دعوهنّ فإنّهنّ نوائح (٣).
وكان معه ابنه الحسن عليهالسلام فقال له وهو في طريقه إلى المسجد : يا بني ، إنّ الليلة كانت ليلة الجمعة وصبيحتها يوم بدر (أو قدر) فبتّ اوقظ أهلي [للصلاة ، ثمّ] ملكتني عيناي فسنح لي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقلت له : يا رسول الله ، ما ذا لقيت من أمّتك من الأود واللدد (٤)! فقال لي : ادع عليهم! فقلت : اللهم أبدلني بهم من هو خير لي منهم ، وأبدلهم بي من هو شرّ لهم مني (٥)! وخالف حجر الكندي مسير عليّ عليهالسلام وخالفه الإمام فلم يلقه (٦).
__________________
(١) لا زال الخبر عن الحسن البصري وفيه : أنّه خرج إلى المسجد وكان المراديّ نائما فحرّكه برجله فقام فضربه! وهذا ينافي ما مرّ من اشتغاله وأصحابه مع الناس بالنوافل ، وهو أيضا مستبعد جدا.
(٢) الإرشاد ١ : ١٦ ، وأنساب الأشراف ٢ : ٤٠٠ الحديث ٥٧٢ ، وفي مقاتل الطالبيين : ١٨ : قالهما عند بيعة ابن ملجم إيّاه ، وليس هنا ، وفي مروج الذهب ٢ : ٤١٧ ـ ٤١٨ ، وفي أنساب الأشراف ٢ : ٣٩٣ ، الحديث ٥٥٣ قال : ولم يكن نزل القصر وإنّما كان في أخصاص (بيوت سعف) في رحبة الكوفة ، وكان يقال لها : رحبة علي.
(٣) الإرشاد : ١٧.
(٤) الأود : العوج واللّدد : الخصومة.
(٥) مقاتل الطالبيين : ٢٥ بسنده عن الطبري وليس فيه ، عن أبي عبد الرحمن السلمي عن الحسن عليهالسلام.
(٦) الإرشاد ١ : ٢٠ ، ومقاتل الطالبيين : ٢٠ عن أبي مخنف ، والإمامة والسياسة ١ : ١٦٠.