وأمّا ولوعك بي في أمر عثمان : فما قلت ذلك عن حقّ العيان ، ولا يقين الخبر.
وأمّا فضلي في الإسلام وقرابتي من النبيّ صلىاللهعليهوآله وشرفي في قريش ، فلعمري لو استطعت دفع ذلك لدفعته» (١).
ثم دفع الكتاب إلى الأصبغ بن نباتة التميمي ، فسار إلى الشام.
قال : دخلت على معاوية وعن يمينه عمرو بن العاص ، وعن يساره حوشب وذو الكلاع وإلى جانبيه أخوه عتبة والوليد بن عقبة ، وعبد الله بن عامر بن كريز ، وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي ، وبين يديه أبو هريرة الدوسي وأبو الدرداء والنعمان بن بشير الأنصاري وأبو إمامة الباهلي وشرحبيل بن السمط ومعاوية بن خديج.
دفعت الكتاب إليه فلما قرأه قال : إنّ عليا لا يدفع إلينا قتلة عثمان!
فقلت له : يا معاوية! لا تعتلّ بقتلة عثمان ... ولو أردت نصرته حيا لفعلت ، ولكنّك تربّصت به وتقاعدت عنه لتجعل ذلك سببا إلى الدنيا ، فأنت لا تريد إلّا الملك والسلطان! فغضب معاوية.
ثم التفتّ إلى أبي هريرة وقلت له : يا أبا هريرة ؛ أنت صاحب رسول الله ، اقسم عليك بالله الذي لا إله إلّا هو ، وبحقّ رسوله ، هل سمعت رسول الله يوم غدير خم يقول في حق أمير المؤمنين : من كنت مولاه فعليّ مولاه؟ فقال : إي والله سمعته يقول ذلك!
فقلت له : فأنت يا أبا هريرة إذن واليت عدوّه وعاديت وليّه!
فتنفّس أبو هريرة وقال : إنا لله وإنا إليه راجعون!
__________________
(١) وقعة صفين : ٥٧ ، ٥٨.