وأما أنت يا وليد ؛ فلا ألومك في بغض أمير المؤمنين ، فإنّه قتل أباك صبرا ، وجلدك في الخمر لما صلّيت بالمسلمين الفجر سكرانا وقلت : أزيدكم؟! وقد سمّاك الله في كتابه فاسقا وسمّى أمير المؤمنين مؤمنا في قوله : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ)(١) ثمّ أنشد شعر حسّان فيه وفي أمير المؤمنين.
ثمّ قال : وأما أنت يا عتبة (بن الوليد المخزومي) فلا ألومك في أمير المؤمنين ، فإنه قتل أباك (الوليد) يوم بدر ثمّ شرك في دم ابن عمّك شيبة. وهلّا أنكرت على من وجدته في فراشك مع عرسك حتّى قال فيك نصر بن الحجّاج :
نبّئت عتبة هيّأته عرسه |
|
لصداقة الهذلي من لحيان |
ألفاه معها في الفراش! فلم يكن |
|
فحلا! وأمسك خشية النسوان |
لا تعتبن يا عتب نفسك حبّها |
|
إن النساء حبائل الشيطان |
ثمّ قام الحسن عليهالسلام ونفض ثوبه وانصرف (٢).
ويبدو أنّ معاوية بن حديج الكندي قاتل ابن أبي بكر بمصر كان مع ابن العاص ومع ابن أبي سفيان اليوم في كوفان ، وبلغ الإمام عليهالسلام أن ابن حديج شتم عليّا عليهالسلام عند معاوية ، فقال لمولى له كان معه : أتعرف معاوية بن حديج؟ قال : نعم ، قال : فإذا رأيته فأعلمني. ومرّ يوما بدار عمرو بن حريث فرآه المولى خارجا من دار عمرو ، فقال للإمام : هو هذا! فدعاه الحسن عليهالسلام وقال له : أنت الشاتم عليّا عند ابن آكلة الأكباد! أما والله لئن وردت الحوض ـ ولا يرده ـ لترينّه مشمّرا عن ساقيه حاسرا عن ذراعيه يذود عنه المنافقين!
__________________
(١) السجدة : ١٨.
(٢) تذكرة الخواص : ١٨٢ ـ ١٨٤ وفي : ١٨٧ قال : وقيل : إن القصّة جرت بالشام. وشرح المثالب فيها عن كتاب المثالب للكلبي في : ١٨٤ ـ ١٨٧ ، وقد طبع ونشر.