ووصفه الله بالإيمان فقال : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا)(١) والمراد به أمير المؤمنين.
وقال له رسول الله : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» و «أنت أخي في الدنيا والآخرة».
وأنت ـ يا معاوية ـ قد علمت الفراش الذي عليه ولدت! وكنت يوم بدر .. تقاتل رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأنت الذي كنت تنهى أباك عن الإسلام حتّى قلت مخاطبا إياه (بعد بدر) :
يا صخر لا تسلمن طوعا ، فتفضحنا |
|
بعد الذين (ببدر) أصبحوا مزقا |
وكنت في أحد والخندق والمشاهد كلها تقاتل رسول الله صلىاللهعليهوآله ونظر النبيّ إليك يوم الأحزاب فرأى أباك على جمل يحرّض الناس على قتاله ، وأخوك يقود الجمل وأنت تسوقه ، فقال : «لعن الله الراكب والقائد والسائق» وما قابله أبوك في موطن إلّا ولعنه وكنت معه ، وقال رسول الله في حقك : «اللهم لا تشبعه».
ثمّ التفت إلى عمرو بن العاص وقال له : وأما أنت يا ابن النابغة! فقد ادّعاك خمسة من قريش وغلب عليك ألأمهم ، وهو العاص ، وفيك نزل : (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)(٢) فأنت عدو الله ورسوله وعدو المسلمين ، وكنت عليهم أضرّ من كلّ مشرك ، وأنت القائل :
ولا أنثني عن بني هاشم |
|
بما اسطعت في الغيب والمحضر |
وعن عائب اللات لا أنثني |
|
ولو لا رضا اللات لم نمطر |
__________________
(١) المائدة : ٥٥.
(٢) الكوثر : ٣.