يسير إليه بجمعه فيتعاضدا على جهاد معاوية ، فأجابه ، فرجعا إلى نخيلة الكوفة. فوجّه معاوية إلى الحسن في طريقه إلى المدينة أن يرجع إليه فيتولى حرب الخوارج فأجابه الحسن عليهالسلام : والله لقد كففت عنك لحقن دماء المسلمين ... أفأقاتل عنك قوما أنت أولى بالقتال منهم (١)!
ولما صار بدير هند نظر إلى الكوفة فتمثل بقول القائل :
ولا عن قلى فارقت دار معاشري |
|
هم المانعون حوزتي وذماري (٢) |
ولا نعثر في خلال أخبار صلح الحسن عليهالسلام على أي خبر عن عبد الله بن العباس بالبصرة ، حتّى نرى الطبري يروى عن أبي عبيدة : أنه لما تمّ الصلح حمل مالا قليلا من بيت المال وقال : هي أرزاقي (٣). وعنه في تعبير آخر : أنه حمل معه مقدار ما اجتمع عنده من الأرزاق. ثمّ دعا أخواله بني هلال ومعهم سائر قيس ، فحمل ثقله إلى مكة ، فلحقه جمع من أخماس البصرة بموضع الطفّ ، يريدون استرداد المال وهو قليل ، فلما تواقفوا للقتال تراجع صبرة الحداني الأزدي بقومه لعلمه بقلة المال ، فتبعهم بكر وعبد القيس ، وتراجع عنه الأحنف بن قيس التميمي بجمع منهم ، وأصرّ آخرون منهم فتقاتلوا وكثر الجراح بينهم بلا قتيل ، ورجع عليهم جمع من الأخماس فردّوهم عنهم ، فمضى ابن عباس ومعه عشرون رجلا من بني هلال حتّى قدم مكة (٤).
__________________
(١) الكامل للمبرّد ٣ : ١٣٣.
(٢) شرح النهج للمعتزلي ١٦ : ١٦ عن المدائني ، وعليه فهو يحنّ إلى الكوفة ولا يدينها بالمرّة.
(٣) تاريخ الطبري ٥ : ١٤٣.
(٤) المصدر السابق ٥ : ١٤٢ ، ولم يذكر شيء عن بيعته لمعاوية. وهذا هو الأصل في اتهامه باختلاس بيت مال البصرة!