وكأنه حسن حال عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي البصري ابن أخي زياد عند معاوية ، واستضعف ابن عامر في ذلك ، فكتب إليه بمثل ذلك في أرض البصرة (١) فتلك من أوّليات معاوية : أن استعمل في الإسلام النوروز والمهرجان من أعياد الفرس طمعا في أموالهم! فكرهوه وحكمه.
أجل ، جمع كل ذلك ، ومنع ما اشترط عليه الحسن عليهالسلام من خراج فسا ودارابجرد لأبناء شهداء الجمل وصفين كما مرّ.
فقد روى البلاذري : أن معاوية قد أمر ابن عامر أن يغري أهل البصرة ليقولوا : ما جعله معاوية للحسن (كذا) أنقص أعطياتنا ، وهذا المال مالنا فكيف يصرف إلى غيرنا؟! فضجّ أهل البصرة بذلك! وكان الحسن عليهالسلام قد أرسل رسله إلى الكورتين فطردوهم ، فأبدله معاوية عن ذلك بألف ألف (مليون) درهم ، أو ألفي ألفي (مليونين) درهم من خراج أصفهان (٢).
واختصر الخبر ابن سعد في «الطبقات» وعنه ابن كثير في «تاريخ دمشق» عن الشعبي وغيره : أن معاوية دسّ إلى أهل البصرة فقالوا لوكيل الحسن عليهالسلام : لا تحمل فيئنا إلى غيرنا! يعنون خراج فسا ودارابجرد ، وطردوه! فأجرى معاوية له كل سنة ألف ألف (مليون) درهم (٣).
واكتفى الطبري عن عوانة بقوله : حال أهل البصرة بينه وبين خراج دارابجرد وقالوا : هو فيئنا (٤)! فأكمله ابن الأثير في كامله بقوله : وكان منعهم بأمر معاوية (٥).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢١٨.
(٢) أنساب الأشراف ٣ : ٥١ ـ ٥٢ ، الحديث ٥٦.
(٣) تاريخ دمشق لابن عساكر ، الإمام الحسن عليهالسلام : ١٧٦ بتحقيق المحمودي.
(٤) تاريخ الطبري ٥ : ١٦٥.
(٥) الكامل في التاريخ ٣ : ١٦٢.