ثم قال له : والله لما أخفيت من أمرك أكبر مما أبديت!
وأنشدكم الله ـ أيها الرهط ـ أتعلمون أن رسول الله صلىاللهعليهوآله بعث أكابر أصحابه (أبا بكر وعمر) بالراية إلى بني قريظة (كذا) فنزلوا من حصنهم فهزموا! فبعث عليّا عليهالسلام بالراية فاستنزلهم على حكم الله وحكم رسوله! وفي خيبر فعل مثلها!
وأنتم ـ أيها الرهط ـ نشدتكم الله! أتعلمون أن رسول الله صلىاللهعليهوآله لعن أبا سفيان في سبعة مواطن لا تستطيعون ردّها :
أولها : يوم لقي رسول الله صلىاللهعليهوآله خارجا من مكة إلى الطائف يدعو ثقيفا إلى الدين ، فوقع به وسبّه وسفّهه وشتمه وكذّبه وتوعّده وهمّ أن يبطش به ثمّ صرف عنه ، فلعنه الله ورسوله!
والثانية : يوم جاءت عيره من الشام وعرض لها رسول الله صلىاللهعليهوآله فطردها أبو سفيان وساحل بها فلم يظفر المسلمون بها ، فلعنه رسول الله صلىاللهعليهوآله ودعا عليه ، فكانت لأجلها وقعة بدر!
والثالثة : يوم احد حيث وقف تحت الجبل ورسول الله صلىاللهعليهوآله في أعلاه ، وهو ينادي : أعل هبل مرارا ، فلعنه رسول الله صلىاللهعليهوآله عشر مرات ولعنه المسلمون!
والرابعة : يوم جاء بالأحزاب وغطفان واليهود ، فابتهل رسول الله صلىاللهعليهوآله ولعنه!
والخامسة : يوم الحديبية ، إذ جاء أبو سفيان في قريش فصدوا رسول الله صلىاللهعليهوآله عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محلّه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «كلهم ملعونون وليس فيهم من يؤمن»! فقيل : يا رسول الله كيف باللعنة؟ أفما يرجى الإسلام لأحد منهم؟ فقال صلىاللهعليهوآله : «أمّا القادة فلا يفلح منهم أحد ، ولا تصيب اللعنة أحدا من الأتباع»!