بدفنه مع النبيّ صلىاللهعليهوآله لعلمت أنّك أقصر باعا من ردّنا عن ذلك! لكنه كان أعلم بالله ورسوله وبحرمة قبره من أن يطرّق عليه هدما كما طرّق ذلك غيره ودخل بيته بغير إذنه!
ثمّ أقبل على عائشة فقال لها : وا سوأتاه! يوما على جمل ويوما على بغل تريدين أن تطفئي نور الله وتقاتلين أولياء الله! ارجعي فقد كفيت الذي تخافين وبلغت ما تحبّين! والله تعالى منتصر لأهل هذا البيت ولو بعد حين!
وقال الحسين عليهالسلام : والله لو لا عهد الحسن إليّ بحقن الدماء وأن لا اهريق في أمره محجمة دم ، لعلمتم كيف كانت تأخذ سيوف الله منكم مأخذها وقد نقضتم العهد بيننا وبينكم ، وأبطلتم ما اشترطنا لأنفسنا عليكم (١)!
وعن الباقر عليهالسلام : أنّه قال لعائشة : أنت قديما هتكت حجاب رسول الله وأدخلت بيته من لا يحبّ قربه! وإن الله سائلك عن ذلك! إن أخي أمرني أن أقرّبه من رسول الله ليجدّد به عهدا. ثمّ تكلّم محمد بن الحنفية قال لها : يا عائشة! يوما على جمل ويوما على بغل! فما تملكين نفسك عداوة لبني هاشم! فأقبلت عليه وقالت له : يا ابن الحنفية! هؤلاء بنو فاطمة يتكلمون فما كلامك؟! نحّوا ابنكم واذهبوا فإنّكم قوم خصمون (٢)!
__________________
(١) الإرشاد ٢ : ١٨ و ١٩ ، هذا ولم يكن مروان أمير المدينة يومئذ بل سعيد بن العاص. والطبرسى في إعلام الورى ٢ : ٤١٤ نقل قول المفيد في الإرشاد إلى قول عائشة ثم روى عن الباقر عليهالسلام أن الحسين عليهالسلام قال لها : أنت قديما هتكت حجاب رسول الله وأدخلت بيته من أبغضه.
(٢) أصول الكافي ١ : ٣٠٢ ، الحديث ٣ ولكن فيه عن الحسين عليهالسلام : أنّ ضرب المعاول حول رسول الله خلاف قوله سبحانه : (لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ) فهو حرام غير جائز! وهو وهم وتقوّل غير جائز! والخبر مكرر الخبر الأول بالباب وفيه : أن الحسين