وقد صرت إلى روح وريحان وجنة نعيم. أعظم الله لنا ولكم الأجر عليه ، ووهب لنا ولكم السلوة وحسن الأسى عنه (١).
ولما دفن الحسن عليهالسلام وقف أخوه محمد بن الحنفية على قبره وقال : لئن عزّت حياتك لقد هدّت وفاتك ، ولنعم الروح روح تضمّنه كفنك ، ولنعم الكفن كفن تضمّن بدنك ، وكيف لا تكون هكذا وأنت عقبة الهدى وخلف أهل التقوى ، وخامس أصحاب الكساء ، غذتك بالتقوى أكفّ الحقّ ، وأرضعتك ثدي الإيمان ، وربّيت في حجر الإسلام ، فطبت حيّا وميّتا ، وإن كانت أنفسنا غير سخية بفراقك ؛ رحمك الله يا أبا محمد ... وأنت ابن محمّد المصطفى وابن علي المرتضى وابن فاطمة الزهراء ، ثمّ أنشأ يقول :
أأدهن رأسي أم أطيب محاسني |
|
وخدّك معفور وأنت سليب |
أأشرب ماء المزن من غير مائه |
|
وقد ضمن الأحشاء منك لهيب |
سأبكيك ما ناحت حمامة أيكة |
|
وما اخضرّ في دوح الحجاز قضيب |
غريب وأطراف الديار تحوطه |
|
ألا كلّ من تحت التراب غريب (٢) |
وكان البقيع يوم دفنه لو طرحت إبرة ما وقع إلّا على رأس إنسان (٣)
__________________
(١) عيون الأخبار للدينوري ٢ : ٣١٤ مرسلا وفي تاريخ دمشق لابن عساكر ترجمة الإمام الحسن عليهالسلام : ٢٣٣ ، الحديث ٣٦٩ مسندا عن غير ابن قتيبة.
(٢) مروج الذهب ٢ : ٤٢٨ ـ ٤٢٩ ، وقبله في تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٢٥ ولكنه ذكره عند تكفينه. وذكره ابن عساكر الدمشقي في تاريخه : ٢٣٤ ، الحديث ٣٧٠ مسندا عن عمر بن علي عليهالسلام.
(٣) المستدرك على الصحيحين للحاكم ٣ : ١٧٣ ، الحديث ٢٣ و ٢٤ ، وتاريخ دمشق : ٢٣٥ ، الحديث ٣٧٢.