لَهُمْ فِي الْأَرْضِ) (٩١) ومثله كثير مما تأويله بعد تنزيله.
وأما ما هو متفق اللفظ ومختلف المعنى ، فقوله : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها) (٩٢) يعني أهل القرية ، وأهل العير ؛ وقوله : (وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا) (٩٣) يعني أهل القرى ، ومثله كثير نذكره في موضعه.
وأما الرخصة التي هي بعد عزيمة ، فإن الله تبارك وتعالى فرض الوضوء والغسل بالماء ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا) (٩٤) ثم رخص لمن لم يجد الماء التيمم بالتراب ، فقال : (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ). (٩٥) ومثله قوله تعالى : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) (٩٦) ثم رخص ، فقال : (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً). (٩٧) وقوله : (فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ) (٩٨) فقال العالم عليهالسلام : «الصحيح يصلي قائما ، والمريض يصلي جالسا ، فمن لم يقدر فمضطجعا يومئ إيماء» ، وهذه رخصة بعد العزيمة.
وأما الرخصة التي صاحبها بالخيار ـ إن شاء أخذ ، وإن شاء ترك ـ فإن الله عز وجل رخص أن يعاقب الرجل الرجل على فعله به ، فقال : (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ) (٩٩) فهذا بالخيار ، إن شاء عاقب ، وإن شاء عفا.
وأما الرخصة التي ظاهرها خلاف باطنها ، يعمل بظاهرها ، ولا يدان ببطانها ، فإن الله تبارك وتعالى نهى أن يتخذ المؤمن الكافر وليا ، فقال : (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ) (١٠٠) ثم رخص عند التقية أن يصلي بصلاته ، ويصوم بصيامه ، ويعمل بعمله في ظاهره ، وأن يدين الله
__________________
(٩١) القصص ٢٨ : ٥ و ٦.
(٩٢) يوسف ١٢ : ٨٢.
(٩٣) الكهف ١٨ : ٥٩.
(٩٤) المائدة ٥ : ٦.
(٩٥) المائدة ٥ : ٦.
(٩٦) البقرة ٢ : ٢٣٨.
(٩٧) البقرة ٢ : ٢٣٩.
(٩٨) النّساء ٤ : ١٠٣.
(٩٩) الشّورى ٤٢ : ٤٠.
(١٠٠) آل عمران ٣ : ٢٨.