وقوله : (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) فـ (١٥٥) قال الصادق عليهالسلام : «كل قرية أهلك الله أهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة ، وأما في القيامة فيرجعون ، والذين محضوا (١٥٦) الإيمان محضا ، وغيرهم ممن لم يهلكوا بالعذاب ، ومحضوا الكفر محضا يرجعون».
قال : وحدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ). (١٥٧)
قال : «ما بعث الله نبيا من لدن آدم ، إلا ويرجع إلى الدنيا ، فينصر أمير المؤمنين ، وهو قوله : (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ) يعني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَلَتَنْصُرُنَّهُ) يعني أمير المؤمنين عليهالسلام». ومثله كثير مما وعد الله تبارك وتعالى الأئمة عليهمالسلام من الرجعة والنصر ، فقال : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ ـ يا معشر الأئمة ـ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) (١٥٨) فهذا مما يكون إذا رجعوا إلى الدنيا.
وقوله : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ) (١٥٩) فهذا كله مما يكون في الرجعة.
قال : وحدثني أبي ، عن أحمد بن النضر ، عن عمر بن شمر ، قال : ذكر عند أبي جعفر عليهالسلام جابر ، فقال : «رحم الله جابرا ، لقد بلغ من علمه أنه كان يعرف تأويل هذه الآية : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) (١٦٠) يعني الرجعة». ومثله كثير ، نذكره في مواضعه.
وأما الرد على من وصف الله عز وجل ، فقوله : (وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى). (١٦١)
قال : حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : «إذا انتهى الكلام إلى الله فأمسكوا ، أو تكلموا فيما دون العرش ، ولا تكلموا فيما فوق العرش ، فإن قوما تكلموا فيما فوق العرش فتاهت عقولهم ، حتى كان الرجل ينادى من بين يديه فيجيب من خلفه ، وينادى من خلفه فيجيب من بين يديه».
وقوله عليهالسلام : «من تعاطى مأثما هلك» فلا يوصف الله عز وجل إلا بما وصف به نفسه عز وجل ، ومن قول أمير المؤمنين عليهالسلام وخطبه وكلامه في نفي الصفة. (١٦٢)
__________________
(١٥٥) الأنبياء ٢١ : ٩٥.
(١٥٦) المحض : الخالص الذي لم يخالطه شيء. «مجمع البحرين ـ محض ـ ٤ : ٢٢٩».
(١٥٧) آل عمران ٣ : ٨١.
(١٥٨) النّور ٢٤ : ٥٥.
(١٥٩) القصص ٢٨ : ٥ و ٦.
(١٦٠) القصص ٢٨ : ٨٥.
(١٦١) النّجم ٥٣ : ٤٢.
(١٦٢) قد يكون على تقدير : ومن قول أمير المؤمنين عليهالسلام وخطبه وكلامه في نفي الصفة كثير نذكره في مواضعه ، أو أن قوله عليهالسلام سقط من أيدي النساخ ، ومن جميل ما قاله عليهالسلام في نفي الصفة : «كمال الإخلاص له نفي الصفة عنه ، لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف ، =