أبي الحسن الرضا ومن بعده من الأئمّة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين ، الصريحة في عدم رضائهم بالمسامحة في أمر الخمس ، ووجوب إيصاله إلى مستحقّيه ، مضافا إلى ما علم من حالهم من نصب الوكلاء لقبض حقوقهم من الأخماس ، وغيرها.
وأما التوقيع المروي عن صاحب الأمر ـ عجّل الله فرجه ـ : فلعلّه وقع جوابا عن السؤال عن قسم خاص من الخمس ، فأشير بقوله ـ عليهالسلام ـ : «وأمّا الخمس» إلى ذلك القسم لا جنسه ، كما ربما يستشعر ذلك من تعليل حلّه بطيب الولادة ، وعدم خبثها ، فإنّه لا يقتضي إلّا تحليل ما يتعلّق بالمناكح ، وعلى تقدير إرادة الجنس فهو معارض بأخبار أخر مرويّة عنه ـ عليهالسلام.
مثل ما رواه سعيد بن هبة الله الراوندي في الخرائج والجرائح عن أبي الحسن المسترق ، عن الحسن بن عبد الله بن حمدان ناصر الدولة ، عن عمّه الحسين في حديث عن صاحب الزمان ـ عليهالسلام ـ أنّه رآه وتحته ـ عليهالسلام ـ بغلة شهباء ، وهو متعمّم بعمامة خضراء يرى منه سواد عينيه ، وفي رجله خفّان حمراوان ، فقال : «يا حسين كم ترزأ (١) على الناحية؟ ولم تمنع أصحابي عن خمس مالك؟» ثم قال : «إذا مضيت إلى الموضع الذي تريده تدخله عفوا وكسبت ما كسبته تحمل خمسه إلى مستحقّة» قال ، فقلت : السمع والطاعة (٢) ، ثم ذكر في آخره : أنّ العمري أتاه وأخذ خمس ماله بعد ما أخبره بما كان ، وغير ذلك ممّا سيأتي نقله عند التكلّم في حكم سهم الإمام ـ عليهالسلام.
__________________
(١) رزأه : نقصه. القاموس المحيط ١ : ١٦.
(٢) الخرائج والجرائح : ٤٧٢ ـ ٤٧٥ / ١٧.