وخبر يونس بن ظبيان أو المعلّى بن خنيس ، قال ، قلت لأبي عبد الله ـ عليهالسلام ـ : ما لكم من هذه الأرض؟ فتبسّم ، ثم قال : «إنّ الله بعث جبرئيل وأمره أن يخرق بإبهامه ثمانية أنهار في الأرض ، منها :سيحان وجيحان وهو نهر بلخ ، والخشوع وهو نهر الشاس ، ومهران وهو نهر الهند ، ونيل مصر ، ودجلة ، والفرات ، فما سقت أو استقت فهو لنا ، وما كان لنا فهو لشيعتنا ، وليس لعدوّنا منه شيء إلّا ما غصب عليه ، وإن وليّنا لفي أوسع في ما بين ذه إلى ذه» يعني ما بين السماء والأرض ، ثمّ تلا هذه الآية «قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا» المغصوبين عليها «خالصة» لهم «يوم القيامة» (١) بلا غصب (٢).
وهذا الخبر أيضا إ في تحليل الأرض وتوابعها ، بل ربما يستظهر منه إباحة جميع ما كان لهم من الخمس والأنفال ونحوها لشيعتهم ؛ أخذا بعموم قوله ـ عليهالسلام ـ : «وما كان لنا فهو لشيعتنا.
وفيه : أنّ المتبادر من سوق الخبر إرادة العهد من الموصول لا الجنس.
وعلى تقدير تسليم ظهوره في العموم يتعيّن صرفه إلى ذلك ؛ جمعا بينه وبين الأخبار المنافية له ، المتقدّمة عند التكلّم في خمس الأرباح.
وخبر داود بن كثير الرقّي عن أبي عبد الله ـ عليهالسلام ـ قال : سمعته يقول : «الناس كلّهم يعيشون في فضل مظلمتنا إلّا أنّا أحللنا شيعتنا من ذلك» (٣).
وقد يستدلّ بهذه الرواية أيضا لتحليل مطلق الأنفال ، بل كلّ ما
__________________
(١) الأعراف ٧ : ٣٢.
(٢) الكافي ١ : ٤٠٩ / ٥ ، الوسائل : الباب ٤ من أبواب الأنفال ، الحديث ١٧.
(٣) الفقيه ٢ : ٢٤ / ٩٠ ، ١ علل الشرائع : ٣٧٧ / ٣ ، التهذيب ٤ : ١٣٨ / ٣٨٨ ، الوسائل : الباب ٤ من أبواب الأنفال ، الحديث ٧.