وقد أُ لِّفَتْ كتب عديدة باسم (معاني القرآن) لعدد من اللغويين والنحاة والقرّاء.
ومن أَقدم مَنْ أَلّف في ذلك ، على ما نعلم ، أَبو جعفر الرؤاسي (١) وزَعَمَ صاحب إنباه الرواة (٢) أنَّ أوّل من صنّفَ في ذلك من أَهل اللغة أَبو عبيدة مَعْمَر ابن المثنى (٣) (ت / ٢١٠ هـ) ، وردَّدَ هذا الزَّعْمَ محقِّقاً كتاب معاني القرآن للفرّاء (٤) غير أَنَّ أَبا عبيدةَ أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ في غريب القرآن (٥) ، ومع ذلك فإنَّ الرؤاسي أسبقُ منه (٦).
ومِمَّن ألّف في (معاني القرآن) قُطرُب (٧) (ت / ٢٠٦ هـ) والفرّاء (٨)
__________________
(١) هو أبو جعفر محمّد بن الحسن بن أبي سارة الرؤاسي النحوي شيخ الكسائي والفرّاء وفي نزهة الألباء وبغية الوعاة ما يشير إلى أنَّهُ أَلَّفَ في معاني القرآن. مراتب النحويين : ٤٨ ونزهة الألباء : ٥٠ وبغية الوعاة : ٣٣.
(٢) إنباه الرواة : ٣ / ١٤.
(٣) هو أَبو عبيدة مَعْمَرُ بنُ المُثنَّى اللغوي البصري مولى بني تميم أَخذ عن يُونُسَ وأَبي عمرو وأَخذ عنه أَبو عبيد وأَبو حاتِم والمازني مات (سنة / ٢١٠ هـ). طبقات النحويين : ١٧٥ وإنباه الرواة : ٣ / ٣٨ وبغية الوعاة : ٣٩٥.
(٤) معاني القرآن للفرّاء : ١ / ١٢ المقدّمة.
(٥) القرآن الكريم وأثره في الدراسات النحويَّة : ٢٥٠.
(٦) لأنَّ الرؤاسي شيخُ الكسائي كما في نزهة الألباء : ٥٠ والكسائي كما في بغية الوعاة : ٣٣٧ وأَبو عبيدة توفي (سنة / ٢١٠ هـ) كما في بغية الوعاة : ٣٩٥ مِمَّا يؤكِّدُ تقدُّمَ الرؤاسي على أبي عبيدة.
(٧) هو أَبو علي محمّد بن المستنير النحوي صاحب سيبويه وهو الذي لقَّبَهُ بقُطرُب.
انظر : طبقات النحويين : ٩٩ وطبقات النحاة : ٢٩٩.
(٨) هو أبو زكريا يحيى بن زياد الفرّاء الديلمي كان أَعلم أهل الكوفة في النحو بعد الكسائي توفي (سنة / ٢٠٧ هـ). مراتب النحويين : ١٣٩ وطبقات النحويين : ١٣١ وبغية الوعاة : ٤١١ واقرأ عنه كتاب (أبو زكريا الفرّاء).