وَزَائد حرفاً لاَ حاجة بهِ إلى اعتقادِ زِيَادَتِهِ (١) مَعَ مَا ذَكَرنَاهُ مِن صِحَّةِ القَولِ عليهِ ، وَكَذَلِك قَولُ عَنتَرَةَ :
شرِبَتْ بِمَاءِ الدَّحرُضينِ (٢) ...... |
|
...... |
لَيسَ عِندَنَا عَلى زِيَادَةِ الباءِ ، وإنَّمَا هُوَ عَلى شَرِبَت فِي هَذا الموضِعِ ماءً ، فَمحذُوفُ المفعولِ ، وما أكثَر وأَعذَبَ وَأَعرَبَ حذف المفعول! وأَدَلَّهُ على قُوَّةِ الناطِق بِهِ (٣).
وقرأَ ابن عباس وسعيد بن جُبَير ومجاهد : (آتَينَا طائِعِينَ) (٤).
قالَ أَبو الفتح : يَنبَغِي أَن يكونَ (آتَينَا) هُنا فَاعَلنَا ، كَقولِك : سَارَعْنَا وَسَابَقنَا ولا يكون أَفعَلنَا لأنَّ ذَلِك متعدّ إلى مَفعُولينِ وَفَاعَلْنَا متعدّ إلى مفعول
__________________
(١) وقيل إنَّ الباء دخلتْ لتدلَّ على لزوم الإنبات ومداومته كقوله : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّك الَّذِي خَلَقَ) سورة العلق : ٩٦ / ١ ، وقيل : إِنَّ الباءَ في (الدُّهنِ) إنَّمَا دَخَلَتْ على مفعول ثان هو في موضعِ الحالِ والأوّلُ محذوفٌ تقديرُهُ تنبتْ جناهَا بالدُّهنِ أي : وفيه الدُّهْنُ. مشكل إعراب القرآن : ٢ / ٤٩٩.
(٢) البيت بتمامه :
شَربَتْ بِمَاءِ الدَّحرُضَينِ فَأصبَحَت |
|
زوراءَ تَنَفُرُ عَن حِياض الدَّيلَم |
والدُّحرُضَان تثنية دُحرُضَ وهو ماءٌ بقربِهِ ماءٌ يِقِالَ لَهُ وُسَيع وقَد ثَنَاهُما الشاعر على سبيل التغليب كما تقول : القَمرانِ للشمس والقَمِر. وقال الجوهري : الدُّحرُضَانِ اسم موضع.
والزوراء : المائلة. والديلَم : الأعداء. وقيل الظلمة وقيل ماءٌ من مياه بني سعد.
انظر : المحتسب : ٢ / ٨٩ وشرح المفصل : ٢ / ١١٥ والصحاح ـ دحرض ـ ولسان العرب : ـ دحرض ـ ٩ / ٨.
(٣) المحتسب : ٢ / ٨٩.
(٤) من قوله تعالى من سورة فصلت : ٤١ / ١١ : (ثُمَّ اسْتَوَ ى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلاَْرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ).