وَمِثْلُهُ ما أَنشَدَهُ الأصمَعيُّ مِنْ قَوْله :
وَمُسْتَّنة كَاسْتِنَانِ الخَرُو |
|
فِ قَد قَطَعَ الحَبْلَ بالْمِرْوَدِ (١) |
أيْ : قَطَعَ الحَبْلَ وَمِرْوَدُ فِيهِ ، أيْ : مُتَّصِلاً بِهِ مَرْوَدُهُ ، فكذلِك قَولُهُ : (تُنبِتُ بِالدُّهْنِ) أيْ : تُنْبِتُ وَدُهْنُهَا فِيهَا ، وَكَذَلِك مَنْ قَرَأَ (٢) : (تنْبُتُ) أيْ : تَنْبُتُ عَلَى هَذِهِ الحالِ (٣).
وَقَرَأَ زيدُ بنُ ثابت وأبو الدرداء وأَبو جعفر ومجاهد ـ بخلاف ـ ونصر بن علقمة ومكحول وزيد بن علي وأَبو رجاء والحسن ـ واخْتُلِفَ عَنْهُمَا ـ وحفص بن حميد وأبو عبد الله محمّد بن علي : (نُتَّخَذَ) (٤) بِضَمّ النونِ.
قَالَ أَبو الفَتْحِ : أَمَّا إذَا ضُمَّتِ النُّونُ ، فَإنَّ قَوْلَهُ : (مِنْ أَولِيَاءَ) فِي مَوْضِعِ الحالِ ، أيْ : مَا كَانَ يَنْبَغي لَنَا أنْ نتّخذ مِنْ دُونِك أوْلِياءً (٥).
وَقَرأ الجَحْدَرِي وابنُ السُّمَيّفَع وأبو حَيوَة : (أثَر رحمةِ اللهِ) (٦) (كَيْفَ تُحْيي).
__________________
(١) البيت لرجل من بني الحارث. والخروف : ولد الفرس إذا بلغ ستّة أشهر أو سبعة. والمرود : الوتد. انظر : المحتسب : ٢ / ٨٨ والمخصّص : ٦ / ١٣٧ و ٩ / ١٤٢ ولسان العرب : ١٠ / ٤١٣.
(٢) هي قراءة الجمهور. البحر المحيط : ٦ / ٤٠١.
(٣) المحتسب : ٢ / ٨٨ ـ ٨٩.
(٤) مِن قوله تعالى من سورة الفرقان : ٢٥ / ١٨ : (قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ).
(٥) المحتسب : ٢ / ١١٩ ـ ١٢٠.
(٦) من قوله تعالى من سورة الرُّوم : ٣٠ / ٥٠ : (فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِي الاَْرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا).