أَنَّهُ مِنْ لَفظِهِ ، فكأن أحدهما صاحبه البتة.
وَحَكَى الأَصْمَعِيُّ : لَيْسَ عليك في ذلك تَضُرَّةٌ ، وَلاَ ضَارُوَرةٌ ، فَضَارُورَة ـ عَلَى قياسِ قَولِ أَبِي بَكر ـ كَالساكُوتِةِ ، أَيْ : ضَرَّةٌ ضارُوَرة (١).
وَقَرَأَ الحَسن بخلاف ومجاهد وَطَلْحة بن مُصَرف وَعيسى الهمداني : (وُقُودِهَا الناسُ) (٢).
قال أبو الفتح : هذا عِنْدَنا على حَذْفِ المُضاف ، أيْ : ذُو وُقُودِهَا أو أصحابُ وُقُودِهَا ، وَذَلِك أَنَّ الوُقُودُ بالضَّمِّ هُوَ المَصْدَرُ ، والمَصْدَرُ لَيْسَ بالناسِ. لَكِنْ قَدْ جَاءَ عَنْهُم الوَقُودُ بالفتحِ في المْصدَرِ ، لِقَوْلِهِمْ : وَقَدَتِ النارُ وَقُودا ومِثلُهُ : أُولِعتُ بهِ وَلُوعاً وَهو حسنُ القَبول مِنْك كُلُهُ شاذٌّ والبابُ هو الضمُّ (٣).
وكانَ أَبو بَكر يَقُول في قَوْلِهِم : تَوضَأتُ وَضُوءاً : إنَّ هَذَا المَفْتُوحَ لَيسَ مصدراً وإنَّما هُوَ صفةُ مصدر محذوف.
قَالَ : وَتَقديرُهُ : تَوضَأتُ وُضُوءاً وَضُوءاً لِقَوْلِكَ : تَوَضَأتُ وُضُوءاً حَسَناً لأَنَّ الوَضُوءُ عِنْدَهُ صِفَةٌ مِنْ الوَضَاءَةِ (٤).
وَقَرأتُ عَلَى أَبِي عَليّ فِي نَوَادِرِ أَبِي زَيد : رجلٌ ساكوتٌ بَيَّنُ السَّاكُوتَةِ.
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ٢٠٠ ـ ٢٠١.
(٢) من قوله تعالى من سورة البقرة : ٢ / ٢٤ : (فَإِنْ لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَنْ تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ).
ومن قوله تعالى من سورة التحريم : ٦٦ / ٦ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ).
(٣) تنظر : ص : ٣٣٧ و ٣٣٨.
(٤) تنظر : ص : ٣٥٩.