هَكَذَا بِغَيْرِ هاءِ مَخْتَصّ بالتأْنِيثِ. ولَمَّا جمعوا في هذه الأَعداد ـ من عشرين إلَى تِسْعيِنَ ـ بينَ لَفْظَي التَّذكِيرِ والتأنيثِ صَلُحَتْ لَهَا جَميعاً ، فَقيلَ : ثَلاثُونَ رَجُلاً وثلاثونَ امرأةً وخَمْسونَ جاريةً وخمسونَ غُلاماً ، وكَذلِكَ إلى التّسعِينَ.
ومِنهُ أَيضاً اختصارُهم من ثلثمائة إلى تسعمائة على أَنْ أَضَافُوهُ إلَى الواحد ، ولَمْ يَقُولُوا : ثَلاَثَ مَئين ، ولا أربع مئات إلاّ مستكرهاً وشاذّاً فكما شاع هذا وغيرُهُ في أسماء العدد قالوا أيضاً : (ثِنْتَا عَشَرةَ) فِي قِرَاءَةِ الأعمش هَذِهِ وينبغي أنْ يَكونَ قد رَوى ذَلِكَ روايةً ولَمْ يَرَهُ رأيّاً لِنَفْسِهِ.
ومِنْ تَحريفِ أَلْفَاظِ العَدَدِ مَا أَنْشَدَهُ أَبو زَيد في نوادِرِهِ :
عَلاَمَ قَتْلُ مُسلم تَعَمُّدَا |
|
مُذْ سَنَةٌ وخَمِسُونَ عَدَدا (١) |
بِكَسْرِ الميم مِن خَمِسونَ ، وعذره وعلّته عِنْدِي أَنَّه احتاجَ إلى حَرَكةِ الميم لاِِقامةِ الوزنِ فَلَمْ يَرَ أَنْ يَفْتَحَها فَيَقُولُ : خَمَسونَ ، لاَِ نَّه كَانَ يكون بين أَمْرِين : إمَّا أَنْ يُظَنَّ أَنَّه كَانَ الأصلُ فَتْحَهَا ثُمَّ أُسْكِنَتْ وهَذَا غَيْرُ مَأ لُوف ، لاَِنَّ المَفتُوحَ لا يُسَكَّنُ لِخِفَّةِ الفَتْحَةِ. وأمَّا أنْ يُقَالَ إنَّ الأصْلَ السكونُ فاضْطُرَّ فَفَتَحَها وهَذَا ضَرُورةٌ ، إنَّمَا جَاءَ في الشعر ، نحو قَولِهِ :
مُشْتَبِـهِ الأعْـلاَمِ لَمَّـاعِ الخَفَـق (٢)
أَيْ : الخَفْق. ومِنْهُ قَولُ زُهَير :
__________________
(١) يُرْوَى (تعَبَّدَا) و (تعَبُّدَا) مكان (تعَمُّدَا) و (خَمْسَة) مَكَان (سَنَة). نوادر أبي زيد : ١٦٥ والخصائص : ٢ / ٧٧ ولسان العرب : ١٦ / ١٣٨.
(٢) من رجز لرؤبة وقبله : وقاتم الأعماق خاوي المخترق. تنظر : ص : ٤١٣. والديوان : ١٠٤ والخصائص : ١ / ٢٢٨ و ٢٦٠ و ٢٦٢ والمنصف : ٢ / ٣١٨.