ثُمَّ استَمَرّوا وقَالوا إنَّ مشرَبُكم |
|
ماءٌ بِشَرْقِيّ سَلمى فَيْدُ أَو رَكَكَ (١) |
قَالَ أَبو عُثَْمانَ : قَالَ الأصمعي سألتُ أَعرَابياً ـ ونَحْنُ فِي الموضعِ الَّذي ذَكَرهُ زُهَيْر ـ يعني هذا البيت فقلتُ لَهُ هَلْ تَعْرِفْ رَكَكا؟ فَقَالَ : قَدْ كَانَ هُنَا ماءٌ يُسَمَّى رَكًّا.
قَالَ الأصمعي : فَقْلْتُ : إِنَّ زهيراً احتاجَ إليهِ فَحَرَّكَهُ. فَعَدَلَ عَنِ الفتحِ (٢) لِئَلاَّ يعرف بأثر الضرورة فَعَدَلَه إلى موضع آخر فَكَسَر المِيمَ فكأ نَّهُ راجَعَ بِذَلِكَ أَصلاً حَتَّى كأ نَّهُ كَانَ خَمِسون ثُمَّ أُسْكِنَ تخفيفاً فَلَـمَّـا اضطرَّ إلَى الحَرَكَةِ كَسَرَ ، فَكَانَ بِذَلِك كَمُراجع أَصْلاً لاَ مُسْتَكَرَهاً عَلَى أَنْ يُرَى مُضْطرّاً.
وأَ نَّسَهُ أَيضاً بِذَلِكَ مَا جَاءَ عَنْهُمْ مِنْ قَولهِمِ : إحْدَى عَشْرَةَ وعَشِرَةَ فَصَارَ خَمِس من (خَمِسُونَ) بمنزلة عَشِرة وصَار خَمْسون بمنزلة عَشْر (٣).
وقَرَأَ أَبو جَعْفَر يَزيد وطلحة بن سليمان : (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عْشَرَ) بإسكان العين (٤) وقَرَأَ أَنَس بِن مَالِك : (تِسْعَةَ أَعْشُرَ).
ورُويَ عَنْهُ : (تِسْعَةُ وعْشَرَ).
ورُويَ عَنْهُ (تِسْعَةُ عَشَرَ).
ورُويَ عَنْهُ : (تِسْعَةُ وعَشُرَ).
ورُويَ عَنِ ابنِ عَبّاس (تِسْعَةُ عَشَرَ) بِرَفْعِ تسعةُ.
__________________
(١) سلمي هو أحد جبلي طيء وهما أجا وسلمى شرقي المدينة. وفيد وركك ماءان في البادية. الديوان : ١٤٢ والخصائص : ٢ / ٣٣٤ والمنصف : ٢ / ٣٠٩.
(٢) عاد إلى الحديث عن (خمسون) في بيت النوادر.
(٣) المحتسب : ١ / ٨٥ ـ ٨٧.
(٤) من قوله تعالى من سورة المدثّر : ٧٤ / ٣٠ : (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ).