فمتعلّقةٌ بِمَحذوف ، كَقَولِك : دَفَعْتُ إليهِ المَالَ الَّذي لَهُ ، أَيْ : اسْتَقَرَّ أو ثَبَتَ لَهُ ، وفِيهَا ضَميرٌ لِتَعَلُّقِهَا بِالَمحْذُفِ. وأَمّا لاَمُ المَفْعُولِ لَهُ فَلاَ تَكُونُ إلاَّ مُتَعَلّقَةً بالظَّاهِرِ نَحو زِرْتُهُ لِيُكْرِمَنِي وأعطيْتُهُ لِيَشْكُرَنِي ، أو بظاهر يقومُ مقامَ الفعلِ كقولِكَ : المالُ لِزيد لِيَنْتَفِعَ بهِ ، فالَّلاَم في لِزيد متعلّقةٌ بمحذوف عَلَى ما مضى ، والتي في قولك : لينتفعَ بِهِ هي لامُ المفعولِ لهُ وهي متعلّقةٌ بنفس قولك : لزيد تعلّقَهَا بالظَّرفِ النَّائِبِ عن المحذوفِ في نحو قولِكَ : أَزَيدٌ عِنْدَكَ لتنتفعَ بحضورِهِ؟ وأَزيد بين يديك لِيُؤنِسَك؟ فاللاّم هُنَا متعلّقة بنفسِ الظرفين اللّذين هُمَا عِنْدَكَ وبينَ يَديكَ.
وعَلَى كُلِّ حَال فَمَعْنَى القِرَاءَةِ بقَولِهِ : (ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ).
والقراءِة : (مَا لِيُطَهِرَكم بِهِ) يِرجَعان إلى شيء واحد ، إلاّ أَنَّ أَشدَّهُمَا إفْصَاحاً بِأَنَّ المَاءَ أُ نْزِلَ للتَّطهُّرِ بهِ هي قراءة مَنْ قَرَأَ : (ماءً لِيُطَهّركُمْ بِهِ) لاَِنَّ فِيهِ تَصْرِيحاً بِأَنَّ الماءَ أُ نْزِلَ للطّهارَةِ ، وتْلِك القراءة الشاذَّةُ ، إنَّمَا يُعْلَمُ أَنَّهُ أُنْزِلَ للطّهَارَةِ بِهِ فالقراءة الأُخرى وبِغَيرِهَا ، مِمَّا فيهِ إصْراحٌ بِذَلِكَ.
وعَلَى كُلِّ حال فَلاَمُ المفعولِ لَهُ لاَ تَتَعَلَّقُ بِمَحْذُوف أَبداً إِنَّمَا تَعَلُّقُهَا بالظَّاهِرِ ، فِعْلاً كَانَ أَو غَيْرهُ مِمَّا يُقامُ مقامه (١).
وقَرَأَ سعيد بن جُبَير ورُويَ عَنِ الحَسَنِ ومُجَاهِد : (أَخْفِيهَا) (٢) بفتحِ الأَلِفِ.
قَالَ أَبُو الَفْتحِ : أَخْفَيتُ الشَّيءَ : كَتُمْتُهُ وأَظْهَرْتُهُ جَمِيعاً. وخَفَيْتُهُ بِلاَ أَلِف :
__________________
(١) المحتسب : ١ / ٢٧٤ ـ ٢٧٥.
(٢) من قوله تعالى من سورة طه : ٢٠ / ١٥ : (إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا).