( و ) لكن ( يستحب له الإقامة بمنى إلى انقضاء أيام التشريق ) كما في الصحيح (١) ( ثم يتحلل بعمرة مفردة ) كما فيه وفي الصحاح المستفيضة ، منها : « أيّما حاجّ سائق للهدي أو مفرد للحج أو متمتع بالعمرة إلى الحج قدم وقد فاته الحج فليجعلها عمرة وعليه الحج من قابل » (٢).
وعن التذكرة والمنتهى وفي غيرهما (٣) الإجماع عليه ، ولذا قطع الفاضل في التحرير وغيره (٤) بأنه لو أراد البقاء على إحرامه إلى القابل ليحج به لم يجزه ، قيل : واستظهره في التذكرة والمنتهى ، وجعله الشهيد أشبه (٥).
وهل عليه نية الاعتمار ، أم ينقلب الإحرام إليه قهراً حتى لو أتى بأفعالها من غير نية الاعتمار لكفى؟ قيل : قطع بالأول في التحرير والتذكرة والمنتهى ، وأسند فيهما خلافه إلى بعض العامة ، ويدلُّ عليه الاستصحاب ، وأن الأعمال بالنيات ، وظاهر الأمر « يجعلها عمرة » في الصحاح ، وجعله الشهيد أحوط (٦).
واحتمل الثاني ؛ للأصل ، وظاهر قولهم عليهمالسلام في جملة من الأخبار المتضمنة للصحيح وغيره « فهي عمرة مفردة » كما في الثاني (٧) ، أو « يطوف ويسعى بين الصفا والمروة » كما في الأول (٨) ، ووافقه في الذخيرة ، مجيباً
__________________
(١) التهذيب ٥ : ٢٩٥ / ٩٩٩ ، الإستبصار ٢ : ٣٠٧ / ١٠٩٦ ، الوسائل ١٤ : ٥٠ أبواب الوقوف بالمشعر ب ٢٧ ح ٣.
(٢) الكافي ٤ : ٤٧٦ / ٢ ، الفقيه ٢ : ٢٨٤ / ١٣٩٤ ، التهذيب ٥ : ٢٩٤ / ٩٩٨ ، الإستبصار ٢ : ٣٠٧ / ١٠٩٥ ، الوسائل ١٤ : ٤٨ أبواب الوقوف بالمشعر ب ٢٧ ح ١.
(٣) التذكرة ١ : ٣٩٨ ، المنتهى ٢ : ٨٥٢ ؛ وانظر كشف اللثام ١ : ٣٥٨.
(٤) التحرير ١ : ١٢٤ ؛ وانظر الدروس ١ : ٤٢٧ ، والحدائق ١٦ : ٤٧١.
(٥) كشف اللثام ١ : ٣٥٨.
(٦) انظر كشف اللثام ١ : ٣٥٨.
(٧) قرب الإسناد : ١٧٤ ، الوسائل ١٤ : ٥١ أبواب الوقوف بالمشعر ب ٢٧ ح ٦.
(٨) الفقيه ٢ : ٢٤٣ / ١١٦٠ ، التهذيب ٥ : ٢٩٥ / ١٠٠١ ، الإستبصار ٢ : ٣٠٨ / ١٠٩٨ ، الوسائل ١٤ : ٤٩ أبواب الوقوف بالمشعر ب ٢٧ ح ٢.