قال : « وكان أقرن ، ونزل من السماء على الجبل الأيمن من مسجد منى ، وكان يمشي في سواد ويأكل في سواد وينظر ويبعر ويبول في سواد » (١).
وأما البروك ففي كلام جماعة أنهم لم يظفروا عليه بنصّ (٢) وروى في المبسوط والتذكرة والمنتهى : أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر بكبش أقرن يطأ في سواد وينظر في سواد ويبرك في سواد ، فاتي به فضحّى به (٣).
واختلف في معنى ما في هذه الأخبار ، فقيل : معناه السمن حتى يكون ( لها ظلّ ) عظيم تأكل فيه و ( تمشي فيه ) وتنظر فيه (٤) ، وهو يستلزم البروك فيه ( وقيل : ) معناه ( أن يكون هذه المواضع منها ) وهي العين والقوائم والبطن والمبعر ( سوداً ) والقائل به الحلّي في السرائر (٥).
قيل : وقد يتأيد بالمرسل : « ضحّ بكبش أسود أقرن فحل ، فإن لم تجد أسود فأقرن فحل يأكل في سواد ويشرب في سواد وينظر في سواد » (٦) والمشي في السواد بهذا المعنى يستلزم البروك في السواد فإنه على الأرجل والصدر والبطن ، وقد يراد به سواد الأرجل فقط (٧).
وقيل : معناه رتع في مرتع كثير النبات شديد الاخضرار به ، وهذا قد يتضمن البروك فيه (٨).
__________________
(١) الكافي ٤ : ٢٠٩ / ١٠ ، الوسائل ١٤ : ١١٠ أبواب الذبح ب ١٣ ح ٦.
(٢) منهم : الفاضل الآبي في كشف الرموز ١ : ٣٦٨ ، وصاحب الحدائق ١٧ : ١١٠ ؛ وانظر الذخيرة : ٦٦٩.
(٣) المبسوط ١ : ٣٨٧ التذكرة ١ : ٣٨٦ المنتهى ٢ : ٧٥٥.
(٤) استقربه العلاّمة في المختلف : ٣٠٦ ، وجعله الأولى الفاضل المقداد في التنقيح ١ : ٤٩٠.
(٥) السرائر ١ : ٥٩٦.
(٦) الكافي ٤ : ٤٨٩ / ٤ ، الوسائل ١٤ : ١١٠ أبواب الذبح ب ١٣ ح ٥.
(٧ و ٨) انظر كشف اللثام ١ : ٣٦٧.