أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «يلتقي أهل الشام وأهل العراق وفي إحدى الكتيبتين الحقّ وإمام الهدى ومعه عمّار بن ياسر».
وكانت حمير يوم صفّين منهم في الشام ومنهم في العراق ، وسمع ذو الكلاع برجل منهم مع علي عليهالسلام يدعى أبا نوح الكلاعي الحميري ، قال أبو نوح : كنت يوم صفّين في خيل علي عليهالسلام وهو واقف بين جماعة من حمير وغيرهم من أخلاط قحطان من همدان وغيرهم ، وإذا أنا برجل من أهل الشام ينادي : من يدلّني على أبي نوح الحميري؟ قلت : قد وجدته ؛ فمن أنت؟ قال : أنا ذو الكلاع ، سر إليّ ... ولك ذمّة الله وذمّة رسوله وذمّة ذي الكلاع حتّى ترجع إلى خيلك ، وإنما اريد أن أسألك عن أمر فيكم تمارينا (تجادلنا وتناقشنا) فيه ، فسر دون خيلك حتّى أسير إليك.
فسرت وسار حتّى التقينا ، فقال ذو الكلاع : إنّما دعوتك لأحدّثك حديثا حدّثناه قديما عمرو بن العاص. وحدّثه بحديثه بشأن عمار بن ياسر. قال أبو نوح : فقلت له : لعمرو الله إنّه لفينا! قال ذو الكلاع : أجادّ هو في قتالنا؟! قلت له : نعم وربّ الكعبة لهو أشدّ منّي على قتالكم (١)!
فقال ذو الكلاع : فهل تستطيع أن تأتي معي إلى صفّ أهل الشام ، وأنار جار لك أن لا تقتل ولا تسلب ولا تكره على بيعة ولا تحبس عن جندك ، وإنما هي كلمة تبلّغها عمرو بن العاص ، لعلّ الله أن يصلح بذلك بين هذين الجندين ويضعوا السلاح والحرب.
فقلت داعيا : اللهم إنك ترى ما أعطاني ذو الكلاع ، وأنت تعلم ما في نفسي ، فاعصمني وانصرني وادفع عنّي.
__________________
(١) بدأ ابن مزاحم هذا الخبر بقوله : فلما أصبحوا يوم الثلاثاء (أي الرابع عشر من صفر) ومن بدء القتال! ولو كان كذلك لم ينسجم مع هذه الأسئلة عن موقف عمّار ، ولذلك قدّمنا الخبر هنا قبل القتال.