فقال محمد لأبيه : يا أبه! أتبرز بنفسك إلى هذا الفاسق اللئيم عدوّ الله؟! والله لو أبوه يسألك المبارزة لرغبت بك عنه! والله لو تركتني لرجوت أن أقتله!
فقال عليهالسلام : يا بنيّ ؛ لو بارزته أنا لقتلته ، ولو بارزته أنت لرجوت أن تقتله ، وما كنت آمن من أن يقتلك. ثمّ تحاجز الناس وتراجعوا (١).
وفي يوم الأحد الخامس من صفر خرج عبد الله بن العباس بميسرة الإمام ، وخرج إليه الوليد بن عقبة الأموي (٢) أو عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي وكان معاوية يعدّه من ولده! فقوّاه بالسلاح والخيل (٣) وكان صاحب لوائه ، فلما دنا ابن عباس من الوليد (أو ابن الوليد) ناداه الوليد : يا ابن عباس ، قطعتم أرحامكم وقتلتم إمامكم! فكيف رأيتم صنع الله بكم! لم تعطوا ما طلبتم ولم تدركوا ما أمّلتم! والله مهلككم وناصرنا عليكم! فدعاه ابن عباس للبراز فأبى (٤)!
فبرز عبد الرحمن بن خالد أمام الخيل وارتجز وأخذ يطعن الناس ، فبرز إليه عديّ بن حاتم الطائي في حماة مذحج وقضاعة وقصد عبد الرحمن برمحه وارتجز له ، فلما كاد أن يطعنه اختلط القوم وارتفع العجاج وتوارى عبد الرحمن وانكسر ورجع إلى معاوية مقهورا (٥).
واقتتل الناس قتالا شديدا حتّى الظهر ثمّ انصرفوا.
__________________
(١) وقعة صفين : ٢٢١.
(٢) وقعة صفين : ٢٢١.
(٣) وقعة صفين : ٤٣٠.
(٤) وقعة صفين : ٢٢١ ، ٢٢٢.
(٥) وقعة صفين : ٤٣٠ ، ٤٣١.