يا قوم اجتمعوا وامشوا بنا إلى عدوّنا على توئدة رويدا ، ثمّ تآسوا وتصابروا واذكروا الله ، ولا يسلم رجل أخاه ، ولا تكثروا الالتفات ، واصمدوا صمدهم ، وجالدوهم محتسبين حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين» ثمّ شدّ في عصابة من أصحابه على أهل الشام مرارا وليس من وجه يحمل عليه إلّا صبروا له وقوتل قتالا شديدا ، ومضى في عصابة من القرّاء من أسلم فقاتل هو وأصحابه قتالا شديدا حتى رأوا ما يسرّون به.
وخرج عليهم منهم شاب ضرّاب بسيفه يرتجز ويسهب في ذمّ علي عليهالسلام وشتمه ولعنه.
فقال له هاشم : إنّ هذا الكلام والخصام بعده الحساب! فاتّق الله فإنّك راجع إلى ربّك فسائلك عمّا أردت من هذا الموقف.
قال : فإني أقاتلكم أنّ صاحبكم قتل خليفتنا وأنتم وازرتموه على قتله! ولأنّ صاحبكم لا يصلّي وأنّكم لا تصلّون كما ذكر لي (١)!
فقال له هاشم : وما أنت وابن عفّان! إنّما قتله أصحاب محمّد وقرّاء الناس حين أحدث أحداثا خالف فيها حكم الكتاب! وأصحاب محمد هم أصحاب الدين وأولى بالنظر في أمور المسلمين ... ولا علم لك بهذا الأمر فخلّه وأهل العلم به! وأمّا قولك : إن صاحبنا لا يصلّي! فهو أوّل من صلّى مع رسول الله ، وأفقههم في دين الله ، وأولاهم برسول الله. وأما من ترى معه فكلّهم قارئ الكتاب لا ينامون الليل تهجّدا! فلا يغررك عن دينك الأشقياء المغرورون!
__________________
(١) هذا ما انفرد به هذا الخبر المسند عند ابن مزاحم ، عن أبي سلمة ، ولا نظير له غيره ، وهل كانت دعاية تركهم الصلاة لتركهم الصلاة يوم وقعة الخميس؟ وإلّا ، فكيف صدّقهم الرجل أما كان يراهم ويسمعهم؟ وأما ما اشتهر أنّ أهل الشام إنما علموا بصلاة الإمام لما قتل في صلاته ، فليس له أي مصدر معتبر.