على شاطئ الفرات (١) وقيل : بل نزل الأنبار (٢).
وكأنّه هنا بلغ الإمام عليهالسلام ومن معه من المسلمين قتل الخوارج عبد الله بن خبّاب واعتراضهم الناس. فبعث إليهم الحارث بن مرة العبدي ، وكان يوم صفين على رجّالة ميسرته (٣) ليأتيهم فينظر فيما بلغه عنهم ويكتب به إليه.
فخرج حتّى انتهى إلى النهروان فخرج القوم إليه فقتلوه ، وبلغ خبره أمير المؤمنين والناس ، فقام إليه الناس وقالوا : يا أمير المؤمنين ، علام تدع هؤلاء وراءنا يخلفوننا في أموالنا وعيالنا! سر بنا إلى القوم فإذا فرغنا مما بيننا وبينهم سرنا إلى عدوّنا من أهل الشام. وقام إليه الأشعث الكندي فكلّمه بمثل ذلك ، وحينئذ علم الناس أنه لا يرى رأي الخوارج كما كانوا يرونه. فأجمع الإمام عليهالسلام على ذلك ، فأمر فنودي بالرحيل إليهم.
فقام إليه منجّم (؟) أشار إليه أن يسير في وقت خاص من النهار وقال : إن سرت في غير ذلك الوقت لقيت أنت وأصحابك ضرّا شديدا! ذلك ما رواه الطبري عن أبي مخنف (٤).
ورواه البلاذري عن أبي مجلز لاحق قال : أتاه مسافر بن عفيف الأزدي فقال له : يا أمير المؤمنين ، لا تسر في هذه الساعة! فقال له : ولم؟ أتدري ما في بطن هذه الفرس؟! قال : إذا نظرت علمت. فقال علي عليهالسلام : إنّ من يصدقك في هذا القول
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٨٣.
(٢) مروج الذهب ٢ : ٤٠٤ ، وتذكرة الخواص : ١٤٥ : عن الشعبي عن أبي أراكة : أنه انصرف من الأنبار لقتال الخوارج.
(٣) وقعة صفين : ٢٠٥ وليس هو الحرث بن مرة الذي قتل سنة (٤٢ ه) في قيقان من أرض السند كما في أنساب الأشراف ٢ : ٣٦٨.
(٤) تاريخ الطبري ٥ : ٨٢ عن أبي مخنف.