له ذراع ولا كف ، على موضع عضده مثل ثدي المرأة في طرفه حلمة كحلمة الثدي ، عليها سبع شعرات طوال ، فالتمسوه فلم يجدوه فأخبروه فما اشتدّ عليه شيء كما اشتدّ عليه ذلك وقال : اطلبوه فو الله ما كذبت ولا كذبت ، وإنّه لفيهم (١).
ولمّا عيل صبره عليهالسلام في طلب المخدج ذي الثدية قال لأصحابه : ايتوني ببغلة رسول الله صلىاللهعليهوآله فإنّها هادية! فاتي بها فركبها وسار وتبعه ناس منهم ، فأخذ ينظر في القتلى ويقول لهم : اقلبوا هذا ، فيقلبون قتيلا عن قتيل حتّى وقفت البغلة به على المخدج ذي الثدية تحت قتلى كثيرين في الماء ... وللماء خرير بهم في موضع دالية خربة متروكة ، وجرّ برجل آخرهم حتّى صار في التراب ، فإذا هو المخدج ذو الثدية ، فرفع علي عليهالسلام صوته بالتكبير فكبّر الناس معه (٢) ثمّ ثنى رجله من ركاب البغلة الشهباء فنزل وخرّ ساجدا شكرا لله (٣).
وشقّ قميصه فكان على كتفه غدّة كبيرة كثدي المرأة عليها شعرات ، إذا جدبت انجذب كتفه معها ، وإذا تركت رجع كتفه إلى موضعه ، فكبّر عليهالسلام وقال : إنّ في هذا لعبرة لمن استبصر (٤)!
__________________
(١) شرح الأخبار للمصري ٢ : ٦١ ـ ٦٢ ، الحديث ٤٢٣.
(٢) شرح النهج للمعتزلي الشافعي ٢ : ٢٧٦ عن كتاب صفين لابن ديزيل وغيره.
(٣) مروج الذهب ٢ : ٤٠٦.
(٤) الإرشاد ١ : ٣١٧ وكأنّ هذه الآية في ذي الثدية والحديث النبوي فيه كانت بلغت النابغة عمرو بن العاص ، وكأنّه التقى بعدها بعائشة فسألته عن ذلك فادّعى لها أنه قتله هو على نيل مصر! وكان ممّن شهد النهروان مع الإمام عليهالسلام مسروق بن الأجدع الوداعي الهمداني ، وكانت النهروان في التاسع من شهر صفر (٣٨ ه) وخرج الرجل بعدها من الكوفة يريد الحجّ قال : فمررت بعائشة فدخلت عليها فسألتني ممّن الرجل؟ فقلت : من العراق ، قالت : إنّي أسألك عن أمر لا تقل فيه : بلغني ولا قيل لي ، فإنّ ذلك قد يشوبه الكذب ،