ثمّ قال عليهالسلام : اقطعوا يده المخدجة (الناقصة) وأتوني بها ، فقطعوها وأتوه بها
__________________
ـ فلا تخبرني إلّا عمّا رأته عيناك وسمعته اذناك! قلت : سلي عمّا شئت يا أمّ المؤمنين ، فإنّي لا اخبرك إلّا بما رأيت وسمعت. قالت : شهدت حروب عليّ؟ قلت : شهدت جميعها. قالت : فصف لي الموضع الذي اصيب فيه الخوارج. فقلت : أصبناهم بين أخافيق وأودية بقرب بناء لبوران بنت كسرى بجانب نهر يقال لأسفله النهروان ولأعلاه تامرّا ، قالت : فأصبتم فيهم ذا الثدية؟ قلت : نعم أصبناه رجلا أسود له يد كثدي المرأة إذا مدّت امتدّت وإذا تركت تقلّصت (شرح الأخبار ٢ : ٦٤ الحديث ٤٢٨) فقالت : إذا أتيت الكوفة فاكتب لي بأسماء من شهد ذلك ممّن يعرف من أهل البلد. قال : فلمّا رجعت إلى الكوفة كتبت من كل سبع منهم عشرة ممّن شهد ذلك ممّن نعرفه ، ثمّ أتيتها بشهادتهم ـ ولعلّه كان في الحجّ سنة (٣٩ ه) ـ فلمّا رأت الشهادات قالت : لعن الله عمرو بن العاص ، فإنّه زعم أنّه هو قتله على نيل مصر (شرح الأخبار ٢ : ٦٠ الحديث ٤٢١) قلت : يا أمّاه! وما أردت بسؤالك عن ذلك؟ قالت : لخير! قلت : فإنّي أسألك بحقّ رسول الله ألا أخبرتني به! قالت : سبحان الله ، سمعت رسول الله يقول : هم شرّ الخلق والخليقة يقتلهم خير الخلق والخليقة وأقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة (شرح الأخبار ٢ : ٦٥ ، الحديث ٤٢٨) ثمّ قالت : أفترى قوله في ذي الثدية : اطلبوه فو الله ما كذبت ولا كذبت؟ قلت : إي والله! قالت : وترى قول علي : «والله ما عبروا النهر ولا يعبرونه» حقّا؟ قلت : إي والله حقّ! قالت : والله إني لأعلم أنّ الحقّ مع علي! ولكنّي كنت امرأة من الأحماء! (شرح الأخبار ٢ : ٦٣ ـ ٦٤ ، الحديث ٤٢٧) وخبره في مسند أحمد قال : قالت : ابغني على ذلك بيّنة فأقمت رجالا شهدوا عندها بذلك. فقلت لها : أسألك بصاحب القبر ما سمعت من رسول الله فيهم؟ قالت : نعم ، سمعته يقول : إنّهم شرّ الخلق والخليقة يقتلهم خير الخلق والخليقة وأقربهم عند الله وسيلة. وعن كتاب صفين للمدائني عنه قال : ثمّ قالت : لعن الله عمرو بن العاص! فإنّه كتب إليّ يخبرني أنّه قتله بالاسكندرية! ألا إنّه ليس يمنعني ما في نفسي أن أقول ما سمعته من رسول الله يقول : يقتله خير أمّتي من بعدي! شرح النهج للمعتزلي الشافعي ٢ : ٢٦٧ ـ ٢٦٨.