وكانا يتحادثان ذلك وهما فوق الدار مشرفين على صناديق السوق ، فقال له علي عليهالسلام :
يا أبا يزيد ، إن أبيت ما أقول فانزل إلى بعض هذه الصناديق فاكسر أقفاله وخذ ما فيه! فقال : وما فيها؟ قال : فيها أموال التجّار! قال : أفتأمرني أن أكسر صناديق قوم قد جعلوا فيها أموالهم ثمّ توكّلوا على الله! فقال له الإمام : أفتأمرني أن أفتح بيت مال المسلمين فأعطيك من أموالهم وقد أقفلوا عليها وتوكّلوا على الله! فإن شئت أخذت سيفك (كذا) وأخذت سيفي وخرجنا جميعا إلى الحيرة ، فإنّ بها تجّارا مياسير ، فدخلنا على بعضهم فأخذنا ماله! فقال : أو سارقا جئت؟! قال : فتسرق من واحد خير من أن نسرق من المسلمين جميعا!
فقال له عقيل : أفتأذن لي أن أخرج إلى معاوية؟ قال : قد أذنت لك (١) قال : فأعنّي على سفري هذا! قال : يا حسن ، أعط عمك أربعمائة درهم (٢).
__________________
(١) الخبر عن البلاذري في أنساب الأشراف كما في مناقب الحلبي ٢ : ١٢٥ ويتلوه عن أمالي الطوسي بسنده عن الصادق عليهالسلام مثله ، وأحلّ له ذلك لعذره عن الجهاد بعماه وبشرط عدم التأييد ، وكان كذلك بل مع جهاد البيان واللسان والكلمة الجارحة ، ولم يكن إلّا لفترة قصيرة ، كما سيأتي لاحقا.
(٢) مناقب الحلبي ٢ : ١٢٥ عن جمل أنساب الأشراف للبلاذري ، وذكر طريقه إليه في أوّل الكتاب وكان عقيل بالمدينة ولم يذكر أنّه حمل معه عياله وأطفاله وصبيانه كما جاء في نهج البلاغة ، الخطبة ٢٢٤ وانفرد به قبله الصدوق في أماليه : ٧١٨ ، الحديث ٩٨٨ ، م ٩٠ بسنده عن المفضّل بن عمر (الضعيف) عن الصادق ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه قال : قال علي عليهالسلام ... بلا ذكر خطبة ، ولكن فيه خطاب : معاشر شيعتي! وتمنّي تنفيذ حدّ المرتد على مرتدّ بالمدائن! وأنّ عقيل ألوى هو وأطفاله ثلاثة أيام جياعا! وأن الزكاة والصدقة والنذر محرّم عليهم! فمع كلّ هذا أنا لا أحتمل صحّة نسبة صدور مثله عنه عليهالسلام.