فلمّا ضرب الإمام عليهالسلام جمع له أطبّاء الكوفة وفي مقدمتهم هذا الكنديّ أو السكوني ، فدعا برية شاة حارّة (١) حديثة الذبح ، فاقتطع منها قطعة صغيرة فيها عروق ، فتتبّع عرقا منها فاستخرجه ثمّ أدخله في جراحة الإمام ثمّ نفخها ، ثمّ استخرجها فإذا عليها بياض دماغه ، فعرف أنّ الضربة قد وصلت إلى دماغه في أمّ رأسه (٢).
فقال له : يا أمير المؤمنين ، اعهد عهدك ، فإنّ عدوّ الله قد وصلت ضربته إلى أمّ رأسك (٣) فلا يعالج مثلك فإنّك ميّت!
فعند ذلك قال عليهالسلام : إن أمت فاقتلوه فإنّها النفس بالنفس ، وإن عشت فسأرى رأيي (٤).
وكما اخذ ابن ملجم اخذ صاحبه الأشجعي التميمي شبيب بن بجرة وأخذ رجل منه سيفه وصرعه وجلس على صدره ليذبحه ، وقصد الناس فخافهم فوثب عن صدره وطرح سيفه من يده وخلّاه فهرب حتّى دخل منزله وأخذ يحلّ الحرير عن صدره ، فأتاه ابن عمّه وعلم بجرمه فمضى واشتمل على سيفه ودخل عليه فقتله (٥) وأفلت الثالث وردان التيمي فانسلّ بين الناس (٦).
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٢٣ عن أبي مخنف.
(٢) عن الاستيعاب بهامش الإصابة ٣ : ٦٢.
(٣) مقاتل الطالبيين : ٢٣.
(٤) مقتل الإمام لابن أبي الدنيا : ٤٣ ، الحديث ٢٩ و ٢٨ و ٢٩.
(٥) مقاتل الطالبيين : ٢١ ـ ٢٢.
(٦) الارشاد ١ : ٢١ ، ويظهر أنّه نقل الخبر عن مقاتل الطالبيين وكانت عنده نسخة المؤلف ٢ : ١٩٠. وفي أنساب الأشراف ٢ : ٣٩٤ ، الحديث ٥٥٣ : أنّ وردان هو الذي قتله ابن عمّه عبد الله بن نجبة التيمي.