في مناوشات أصحاب قيس مع عسكر معاوية في مسكن ، فلما رآه الإمام عليهالسلام سأله : ما الذي أرى بوجهك؟ قال : أصابني هذا مع قيس.
ثمّ التفت حجر إليه وقال له : لوددت أنك كنت متّ قبل هذا اليوم ومتنا معك ولم يكن ما كان! فقد رجعنا راغمين بما كرهنا ، وهم مسرورون بما أحبّوا! وكان الحسين عليهالسلام إلى جنبه فرأى الحسن قد تغيّر وجهه من كلام حجر ، فغمزه فسكت.
ثمّ قال الحسن لحجر : يا حجر ؛ ليس كلّ الناس يحبّ ما تحبّ ولا رأيه كرأيك ، وما فعلت ما فعلت إلّا إبقاء عليك (وأمثالك) والله كلّ يوم في شأن (١).
وروى الكشي بسنده ، عن الباقر عليهالسلام قال : جاء رجل من أصحاب الحسن عليهالسلام يقال له سفيان بن أبي ليلى (الهمداني) على راحلة له حتّى دخل على الحسن عليهالسلام وهو محتب في فناء داره ، فوقف وسلم عليه فقال : السلام عليك يا مذلّ المؤمنين! فأجابه الحسن وقال له : انزل ولا تعجل! فنزل وعقل راحلته وأقبل يمشي حتّى انتهى إلى الإمام فقال له : ما قلت؟ قال : قلت : السلام عليك يا مذلّ المؤمنين! قال : وما علمك بذلك؟ قال : عمدت إلى أمر الأمّة فخلعته من عنقك وقلّدته هذه الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله!
فقال له الحسن عليهالسلام : سأخبرك لم فعلت ذلك ، سمعت أبي يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لن تذهب الأيام والليالي حتّى يلي أمر الأمّة رجل واسع البلعوم رحب البطن يأكل ولا يشبع» قال (علي عليهالسلام) : وهو معاوية ، ثمّ قال الحسن : فلذلك فعلت (الذي فعلت).
__________________
(١) شرح النهج للمعتزلي ١٦ : ١٥ عن المدائني ، وعليه فلم يكن هذا في مجلس معاوية كما قيل.