ثمّ سأله : ما جاء بك؟ قال : حبّك! قال : الله! قال : الله! فقال الحسن عليهالسلام : «والله لا يحبّنا عبد أبدا ولو كان أسيرا في الديلم إلّا نفعه الله بحبّنا ، وإنّ حبّنا ليساقط الذنوب من بني آدم كما تساقط الريح الورق من الشجر» (١).
ونقل المعتزلي ، عن المدائني : أن الإمام قال له : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله رفع له ملك بني امية فنظر إليهم يعلون منبره واحدا فواحدا! فشق ذلك عليه ، فأنزل الله تعالى في ذلك قرآنا قال له : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ)(٢) وسمعت عليّا أبي رحمهالله قال لي : إنّ القرآن قد نطق بملك بني امية ومدتهم إذ قال تعالى : (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)(٣) قال أبي : هذه ملك بني امية! وسيلي أمر هذه الأمة رجل واسع البلعوم كبير البطن! فسألته : من هو؟ قال : معاوية!
ولما أخذ الحسن عليهالسلام يتجهّز للشخوص إلى المدينة دخل عليه المسيّب بن نجبة الفزاري ومعه ظبيان بن عمارة التيمي ليودّعاه ، فقال الحسن عليهالسلام : الحمد لله الغالب على أمره (حتّى) لو أجمع الخلق جميعا على أن لا يكون ما هو كائن ما استطاعوا!
وكان الحسين عليهالسلام حاضرا وكان قد علم باعتراض المسيّب سابقا ، فكأنه أراد أن يسكّنه فقال : لقد كنت أنا كارها لما كان ، طيّب النفس على سبيل أبي ، حتّى عزم عليّ أخي فأطعته وكأنما يجذّ أنفي بالمواسي!
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ١١١ ، الحديث ١٧٨ ، وفي : ٩ الحديث ٢٠ روى عن الكاظم عليهالسلام : أن سفيان بن أبي ليلى الهمداني من حواري الحسن عليهالسلام يوم القيامة. وعليه فلا يصح ما جاء في تذكرة السبط : ١٨١ عن الكلبي : أنه كان من الخوارج! وعنه في حياة الحسن عليهالسلام للقرشي ٢ : ٢٣٠.
(٢) الإسراء : ٦٠.
(٣) القدر : ٣.