فأجابه معاوية : أما بعد ، فقد بلغني كتابك ، وايم الله لئن بقيت لأكافئنّك!
وكان زياد عاملا لعلي عليهالسلام على فارس ... فلما بلغه قدوم عبد الله بن عامر أميرا على البصرة دخل قلعة بفارس فنزلها وتحصّن بها حتى سمّيت باسمه قلعة زياد (١).
__________________
(١) الغارات ٢ : ٦٤٦ ـ ٦٤٨ ، وقد مرّ خبر الكتاب عن ابن مزاحم في وقعة صفين : ٣٦٦ ـ ٣٦٧ بلا تاريخ ، وبلا ذكر سبب أو مناسبة. ورواه الطبري ٥ : ١٧٠ عن النميري البصري عن المدائني البصري عن الشعبي : أن ذلك كان بعد عهد علي عليهالسلام ، وكذلك نقله اليعقوبي مرسلا ٢ : ٢١٨ : لما صار الأمر إلى معاوية. وليس فيه ما نقله عنه الارموي في هامش الغارات ٢ : ٦٤٧ ، واختلف مضمون الكتاب والخطاب باختلاف الأخبار بين عهد عليّ وعهد الحسن عليهماالسلام ، وأكثرها على الأخير وهو الأقرب والأنسب ، وعليه فلا يرجّح ما جاء أعلاه وفي نهج البلاغة ك : ٤٤ من كتاب علي عليهالسلام إليه في ذلك. وفي تفسير الأحمر بالمولى ـ كما نصّ نصر بن مزاحم في وقعة صفين : ٣٦٧ ـ جاء عن ابن خلّكان في وفيات الأعيان في ترجمة يزيد بن المفرّغ الحميري : أن أبا الجبر يزيد بن عمر بن شراحبيل كان من ملوك كندة في اليمن فتغلّب عليه قومه (وكانت اليمن في حكم الفرس الساسانيين) فخرج إلى كسرى في بلاد فارس يستنصره عليهم بجيش معه. فبعث معه جيشا من الأساورة فأقبلوا معه على طريق أهواز فالبصرة (القديمة) فقرية الكاظمة على ثغر الصحراء فاستوحشوا من بلاد العرب وقلة خيرها ، فتواعدوا مع طبّاخه ودسّوا إليه سمّا فتوجّعت بطنه شديدا ، فطلب الأساورة منه أن يكتب لهم إلى كسرى بتسريحهم عنه ، فكتب لهم ذلك ورجعوا عنه.
وكان كسرى قد وهب له عبدا وجارية سمّاهما عبيدا وسميّة ، فاحتمل معهما إلى طبيب العرب في الطائف : الحارث بن كلدة الثقفي ، فعالجه وأحسّ بتحسّن فوهبهما له ، وكان عقيما فزوّجهما فولدت منه أربع بنين : نافعا ونفيعا وهو أبو بكرة وزيادا ونسبوا إلى الحارث! وشبلا ونسب إلى معبد الثقفي ، وارتاد إليها أبو سفيان فنسب زياد إليه. وزياد قبل أن ينتسب إليه كان ينتسب إلى عبيد ، وكأنّه كان يراه فارسيا ، وكان العرب يكنّون