من الهدى والوحي. فالحمد لله الذي صدقه الوعد وتمّم له النصر ، ومكّن له في البلاد ، وأظهره على أهل العداء والشنآن من قومه الذين وثبوا له وشنّعوا به ، وأظهروا له التكذيب ، وبارزوه بالعداوة ، وظاهروا على إخراجه وعلى إخراج أصحابه ، والّبوا عليه العرب وجامعوهم على حربه وجهدوا في أمره كلّ الجهد ، وقلّبوا له الأمور حتى ظهر أمر الله وهم كارهون. وكان أشدّ الناس عليه ألبة اسرته والأدنى فالأدنى من قومه إلّا من عصمه الله يا ابن هند!
لقد خبّأ لنا الدهر منك عجبا فلقد قلت فأفحشت! إذ طفقت تخبرنا عن بلاء الله تعالى في نبيّه محمد صلىاللهعليهوآله فينا ؛ فكنت في ذلك كجالب التمر إلى هجر ، أو كداعي مسدّده إلى النضال ، ذكرت : «أن الله اجتبى له من المسلمين أعوانا أيّده الله بهم ، فكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في الإسلام ، فكان أفضلهم ـ زعمت ـ في الإسلام وأنصحهم لله ورسوله خليفته ، وخليفة خليفته من بعده» ولعمري إنّ مكانهما من الإسلام لعظيم! وإن المصاب بهما لجرح في الإسلام شديد! رحمهماالله وجزاهما بأحسن الجزاء (١).
وذكرت : أن عثمان كان في الفضل ثالثا. فإن يكن عثمان محسنا فسيجزيه الله بإحسانه ، وإن يكن مسيئا فسيلقى ربّا غفورا لا يتعاظمه ذنب أن يغفره (٢).
ولعمر الله إني لأرجو ـ إذا أعطى الله الناس على قدر فضائلهم في الإسلام ونصيحتهم لله ورسوله ـ أن يكون نصيبنا في ذلك الأوفر (أوفر قسم أهل بيت من المسلمين خ) فإنّ محمدا صلىاللهعليهوآله لما دعا إلى الإيمان بالله والتوحيد ، كنّا أهل البيت أول من آمن وصدّق بما جاء به ، فلبثنا أحوالا كاملة وما يعبد الله في ربع ساكن
__________________
(١) سيأتي التعليق على هذا المقطع من الكتاب عن المعتزلي الشافعي.
(٢) سيأتي التعليق عليه من المعتزلي الشافعي.