مدفنه
قد سمعت من عبارة بعض الأفاضل أنه نقل إلى مشهد أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ ، لكل نقل عن الحائري في المنتهى إنكار ذلك.
قال في تنقيح المقال : قال الحائري في المنتهى (١) بعد نقله : إن ما نقله ـ رحمهالله ـ من حمله إلى مشهد أمير المؤمنين عجيب ، فإن الشايع عند الخاص والعام أن قبره ـ طاب ثراه ـ بالحلة ، وهو مزار معروف ، وعليه قبة ، وله خدام يخدمون ، يتوارثون ذلك أبا عن جد ، وقد خرجت عمارته منذ سنين ، فأمر الأستاذ (٢) العلامة ـ دام علاه ـ بعض أهل الحلة فعمروها ، وقد تشرفت بزيارته قبل ذلك وبعده ، والله العالم (٣) ( إنتهى ).
ثم قال في التنقيح : وأقول : إن قبره في الحلة كما ذكره إلا أن المطلع على سيرة القدماء يعلم أنهم ـ من باب التقية من العامة ـ كانوا يدفنون الميت ببلد موته ثم ينقلون جنازته خفية إلى مشهد من المشاهد.
وقد دفنوا المفيد ـ رحمهالله ـ في داره ببغداد ثم حمل بعد سنين إلى الكاظمية ، ودفن عند قولويه (٤) تحت رجل الجواد ـ عليهالسلام ـ.
__________________
(١) هو للشيخ أبي علي ، محمد بن إسماعيل بن عبد الجبار بن سعد الدين الحائري ، من ولد أبي علي ، الشيخ الرئيس ـ على ما ذكره في ترجمة نفسه في باب الكنى ـ المتولد في ذي الحجة سنة تسع وخمسين ومائة وألف (١١٥٩) ـ على ما في ترجمته ـ والمتوفى ربيع الأول سنة خمسة عشرا أو ستة عشر بعد المائتين والألف (١٢١٥) أو (١٢١٦) ، ودفن في الصحن الشريف في حال رجوعه عن الحج كما ذكره الشيخ علي في حاشية منتهى المقال عند ترجمة والده. ( الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج ٢٣ ص ١٣ ).
(٢) ويريد بالأستاذ العلامة محمد باقر بن محمد أكمل البهبهاني المتوفى سنة ١٢٠٦. ( مقدمة كتاب الشرائع المطبوعة ١٣٨٩ المطبوع بالنجف الأشرف ) وفي الكنى ج ١ ص ٩٨ توفي المحقق البهبهاني في الحائر الشريف سنة (١٢٠٨).
(٣) التنقيح ج ١ ص ٢١٥.
(٤) هكذا في التنقيح والصواب « ابن قولويه ».