سورة الملك
مكية ، وتسمّى الواقية ، والمنجّية ، وتدعى في التوراة المانعة ؛ لأنها تنقّي وتنجّي من عذاب القبر.
وعن ابن شهاب : أنه كان يسميها المجادلة ؛ لأنها تجادل عن صاحبها في القبر.
وهي ثلاثون آية ، وثلاثمائة كلمة ، وألف وثلاثمائة حرف.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى : (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (٢) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ (٣) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ)(٤)
قوله تعالى : (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ).
«تبارك» تفاعل من البركة وقد تقدم.
وقال الحسن : تقدّس (١).
وقيل : دام ، فهو الدائم الذي لا أول لوجوده ، ولا آخر لدوامه (الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) أي : ملك السموات والأرض في الدنيا والآخرة.
وقال ابن عبّاس : (بِيَدِهِ الْمُلْكُ) : يعزّ من يشاء ، ويذل من يشاء ، ويحيي ويميت ، ويغني ويفقر ، ويعطي ويمنع (٢).
قال ابن الخطيب (٣) : هذه اللفظة تستعمل لتأكيد كونه ـ تعالى ـ ملكا ومالكا كما يقال: بيد فلان الأمر ، والنهي ، والحل والعقد ، ولا مدخل للجارحة.
قال الزمخشريّ (٤) : (بِيَدِهِ الْمُلْكُ) كل موجود ، وهو على كل ما لم يوجد قدير.
__________________
(١) ذكره القرطبي في «تفسيره» (١٨ / ١٣٤.
(٢) ينظر المصدر السابق.
(٣) ينظر : الفخر الرازي ٣٠ / ٤٦.
(٤) ينظر الكشاف ٤ / ٥٧٤.